منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - *( هل يصح ان يكون الحب اساسا للزواج ) *
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-2008, 01:02 AM
  #22
سفير الروح
قلم مبدع
 الصورة الرمزية سفير الروح
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 506
سفير الروح غير متصل  
[SIZE="5"][COLOR="Purple"]

في البداية أحييك أخي : الأواب 00

وأسأل الله أن يرزقنا وإياك الإخلاص في القول والعمل 00

نعوذ بالله أن نشرك به شيئا ونحن نعلم ونستغفره لما لا نعلم 00

ثم أحب أن أشكرك على إثارة مجال للنقاش حول هذا الموضوع المهم 00

في الحقيقة قد أقول أن هذه إحدى الشبه والمزالق الخطيرة التي تحدثت عنها سابقاً00

وقد تحدثت عنها باختصار خوف الإطالة حتى لا يكون الموضوع مملاً00

ولعل لي مع مداخلتك بعض الوقفات 00إن سمحت لي واتسع صدرك لها 00

الوقفة الأولى 00

أن الله خلق الكون بجميع ما فيه وقد قدر الله سبحانه أن يكون فيه كفاراً ومسلمون وكان من سنة الله الكونية أن يكون أكثر أهل الأرض ضلّالاً وكفار وقد يكون لهم الغلبة في بادئ الأمر سواء استغرق انتصارهم الدنيا
فقد لا تكون العاقبة للمتقين إلا في الآخرة00

وهذا ما يسميه علماء العقيدة(( بالإرادة الكونية)) لله فليس بالضرورة أن يحبها الله سبحانه ولكن هذا من مقتضى حكمته العظيمة في خلقه وتدبيره سبحانه وابتلاء عباده 00

ولهذا أرسل الله رسله بكتبه وهذا ما يسميه العلماء(( بالإرادة الشرعية )) فالله يحب من عباده أن يستجيبوا لرسله ولهذا أرسلهم مبشرين من أطاعهم بنجاحهم في حياتهم الدنيا وفلاحهم في الحياة الآخرة بدخول جنته ونيل مرضاته 00

**************


*** الوقفة الثانية ***



الحديث الذي ذكرته أخي الأواب 00


على فرضية واعتبار صحته 00 لأنك قد سقته مستدلاً بدون تخريج 00

أو تحقق وجه الدلالة منه وإنما ذكرته مستدلا على شرعية الحب بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه ولا شك أن في مثل هذا القول الذي قلته فتح لباب شر عريض لا يخفى 00

وهذا القول حقيقة معارض لمقاصد الشريعة ومنها الدين ,, وحفظ النسل والعرض ,, والنفس 00

ولهذا لابد مع حفظ النص من فقهه وفهمه جيداً 00

ولهذا فقد قال المصطفي صلى الله عليه وسلم (( نضر الله امرأ سمع منّا حديثاً , فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه ,, ورب حامل فقه ليس بفقيه )) رواه احمد والترمذي وابن حبان من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وصححه الألباني رحمه الله 00

لذا فَذِكر الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الواقعة التي مرت عليه في حديثه لا يعني بالضرورة إقراره لها وإنما ذكرها حتى يقوم بعلاجها فيكون معنا حديثه أن هذا مرض وعلاجه الزواج 00

فلا علاج ارجي وأنجع لداء الحب سواء كان سوياً أو غير سوي إلا بالزواج والنكاح وفي الحديث لا شك إشارة أن لا فائدة من استمرار هذه المحبة بلا رابط شرعي يسكّنها ويجعلها متوازنة وهذا لتعذر غيره 00

وخاصة مع خشية استمرار العلاقة وما سيعقبها من الأمور المحرمة 00

وأيضا فيه إقامة الحجة على مدعي الحب الصادق00

لأن الإسلام لم يمنعه من ممارسة ما يحب مع حبيبه ولكن في الإطار الشرعي00

وحينها يقبل الجاد 00

وينكص الكذاب على عقبه,, فالمخادع يهرب لأنه لا يريد إلا إشباع رغباته المحرمة فقط بدون الرغبة في تحمل أي مسؤوليات أخرى 00

فإما زواج وإلا فليقطع دابر هذه الأماني في مهدها قبل أن يستفحل خطرها 00


وهذا الحديث الذي ذكرته اخي له نظائر في السنة ولعل منها 00

ما اتفق عليه الشيخان من حديت أبي هريرة رضي الله عنه (( تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ))

فَذِكر الرسول صلى الله عليه وسلم لها لا يعني إقرارها بل لما كان عليه واقع أصناف من الناس في زمانه ولذا ارشد إلى الموقف الصحيح من هذه الخيارات 00وهي ذات الدين 00


**************

وهنا وقفه 0000

قد يطرأ تسأل على البعض 00

هل يمكن أن يكون هذا الزواج ناجحاً وما مدى نجاحه ؟؟

يمكن أن يعتبر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم هنا بمعنى العلاج للمريض

بمراتب العلاج الثلاثة

العلاج الحلو 0000

و المؤلم وهو الجرح 0000بالحجامة 00

والكي 0000 الأشد ألماً وجعله آخر الدواء

مع انه قد نهى عنه في حديث السبعين ألف في الصحيح الطويل ((سبعون ألف من أمتي يدخلون الجنة 000))الحديث 00 وهو في البخاري ومسلم من حديث حصين بن عبدا لرحمن رحمه الله والحديث موجود بطوله في كتاب التوحيد باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب 00

الشاهد من حديثنا وعذروني على تشعبي الكثير 00صاير مثل شيخنا الطنطاوي عليه رحمة الله 00

وحديث التدرج في العلاج قول الحبيب صلى الله عليه وسلم

(( الشفاء في ثلاث شربة عسل و شرطة محجم و كية نار وأنهى أمتي عن الكي )) والحديث في البخاري من رواية ابن عباس رضي الله عنهما 00

فبدأ بالحلو

ومن ثم بالمؤلم وفيه شق الجلد بالحجامة

ومن ثم الأشد ألماً وهو الكي فجعله علاج مع نهيه عنه وعدم حبه له 00

و هذا ينطبق على صاحب الحب قبل الزواج ولعلنا نقسمهم إلى ثلاث أصناف كما الحديث 00

1) من كان حبهم لله وذلك بأن تعجبه في صاحبه صفات شرعيه دين خلق دعوه إلى آخره فهذا لا شك أن شفاء حبه بالزواج ممن يحبه وهذا يكون الزواج له بمثابة العسل ولعله يستدل بقصة الواهبة نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم 00



2) من كان حبه لأمر من الأمور التي ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق تنكح المرأة لأربع ولكن من غير الدين أعني لجمالها أو مالها00


ولكن يختلف هذا مع ما سيأتي بعده لأنه لا تسبقه علاقات عاطفية فهذا يكون علاجه الزواج ولكن يكون بمثابة شرطة المحجم وذلك بالنظر إلى ما سيؤول إليه حال الزواج ولا شك انه لن يكون كالأول في استقراره وتماسكه 00فإذا زال سببه (الزواج ) قد يزول معه رباط الزوجية أو حتى يبقى شكلا بلا روح 000



3 ) من كان حبه بسبب نظره أو اختلاط أو دافع غريزي أو بسبب تعارف قبل الزواج ومهما بلغ فإن علاجه بالزواج سيكون بمثابة الكي بالنسبة لما سيؤول إليه من الاستقرار والانسجام
فإن العلاقة فيه ستكون مرهونة بعوامل كثيرة منها الثقة بين الزوجين التي ستكون مهزوزة منذ بداية الزواج 00





***********

الوقفة الثالثة :

في الحقيقة اعتذر لعلي لم اجب أجابه مباشره ومختصره على السؤال 00

والحاصل أن الإجابة هي أن الزواج قد يكون ناجحاً ولكن ما مدى نجاحه واستقراره أعيدكم لما سبق ولكني أنبه هنا من أن الزواج على أي حال لن يكون بالقدر المطلوب والمتصور من الطرفين ( المتحابين ) 00

وأما نسبة نجاحه فقد تكون ضئيلة او مهزوزه وخاصة إذا بني على باطل وعلى علاقات مشبوهة00

وعلى كل حال فإنه لا يداني ولا يماثل ما كان بطريقة شرعية وسليمة 00وغير مهزوزه من بدايتها 00 تكفل للمرأة تقديرها واحترامها00

فكل ما كان ثم توافق في التفكير والطباع والخلق والاستقامة كان الزواج ولا شك أكثر استقرارا وسعادة 00




**************



الوقفة الرابعة :

اطرح عدة تساؤلات لابد أن يطرحها هذان المتحابان على نفسيهما 00ومن ثم مراجعة النفس وتصحيح المسار والطريق الذي يسيران عليه 00

1) ما دوافع هذا الحب وأسبابه ؟؟
2) كيف كانت بدايته ؟؟
3) هل يصح تفسير الميل الغريزي بين الجنسين بالحب وإذا فسر بذلك هل يكفي ليكون أساس للميثاق الغليظ واهو الزواج 00
4) ما مدى هذه المحبة وما الذي جعلها تصل إلى هذا الحد أهو الدافع الذي ذكره شيخنا (( رغبة لم تجد طريقها بعد ))
5) هل ثم علاقات عاطفيه او ميل أياً كان ومهما كانت مبرراته بينكما وانتما أجنبيين عن بعضكما ؟؟

أحبتي في الله00 إن ما يذهل الإنسان العاقل ,, أن ترى بعض الشباب هدانا الله وإياهم للصالح القول والعمل يجري وراء تصرفات يسوغها لنفسه وهي محرمة !!!

حاله حال من قال الله فيه 00

(أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (8)

وقوله تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) (43)

ولهذا فإني أعض نفسي أولا ثم إخواني بكلام رب العالمين فهوا الشفاء لكل داء كما ذكر ذلك ابن القيم في الجواب الكافي 00ما انزل الله من السماء دواء لداء كالقران 00فهو الشفاء لكل الأدواء بل وانفع الأدوية0 0


ومن العجيب إخوتي ما يقع من الذين ياستمرئون المكالمات والاتصالات وغيرها من أمور محرمه تجده يسهر الليل على مكالمة مع فتاة في هاتف ولا يقطعه إلا ترديدهما سوياً مع المؤذن لصلاة الفجر 00؟؟؟!!!



عجباً لهذا الفصام النكِد ؟؟!!


أحبتي الكرام 00قد تكلم غير واحد من السلف عن أشباه ونظائر هذه الحالة وعلقوا عليها ولعل منهم
ابن رجب 00 رحمة الله عليه 00وقال والسر انه لا يكمل ( الكمال الواجب ) التقرب إلى الله بفعل الطاعات حتى يتقرب إليه العبد بترك المعاصي 00

ومن هنا ذم من صام وقام ولكنه لم يترك فعل الزور وقوله ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر وهذا أمر معروف لمن تأمل في الحكمة من هذه العبادات وغيرها 00
__________________
*********

الذنوب جراحات ورُبَ جرح وقع في مقتل 00

**********