[B]أهلاً بكم مرة أخرى بالنسبة للشق الأول من سؤالك أختي العزيزة أم أثير عن :
التربية الجنسية
أرى أن تتم التربية الجنسية على ثلاث مراحل :
أولاً : المرحلة الأولى : وتكون في نهاية الطفولة المتأخرة ( من 9 إلى 12 سنة ) وهذا يختلف على حسب نضج الطفل العقلي
: لا بد أن نبدأ بشرح الميل الفطري لدى الإنسان نحو الجنس الآخر ، وأن الله فطر الذكر والأنثى على الأنس ببعضهما البعض ورغبة كل جنس في ملامسة الجنس الآخر لتحقيق المتعة ...... وأن هذه الرغبة طبيعية ولذلك سن الله الزواج ، وعن طريق الزواج فقط يستطيع الإنسان أن يحقق هذه الرغبة الطبيعية التي جعلها الله سبحانه وتعالى من أجل إنجاب الأبناء وتكوين أسرة سعيدة يحب بعضها بعضاً ويرحم بعضها بعضاً حتى يتعاونوا على عبادة الله سبحانه وتعالى ، فهذا هو الهدف من ميل الذكر و الأنثى إلى بعضهما البعض ، وعليه فإن أى محاولة لإشباع هذه الرغبة بغير طريق الزواج فإن هذا من شأنه أن يجلب غضب الله سبحانه وتعالى ، كما يجب أن نشرح له أن هناك أشخاص فاسقين يحاولون تحقيق هذه الرغبة الفطرية بأي طريق آخر مثل ممارسة الشذوذ مع نفس الجنس ، أو إقامة علاقة محرمة مع الجنس الآخر خارج نطاق الزواج ، وأن هذا هو ما يفعله غير المسلمين خاصة ، وأن إعلامهم يشهد بحقيقتهم هذه ، وأن هؤلاء ليسوا مسلمين ولا يطبقون تعاليم الإسلام ولا يعبأون بالله عز وجل ، فلا يجب علينا أن نقلدهم لا ذكورنا ولا إناثنا . وأن الواجب علينا عدم الإقتراب من وسائل الإعلام التي تعرض هذه الأشياء كالقنوات الفضائية والصحف والمجلات والأفلام والشبكة العنكبوتية وغيرها لأن الله سيعاقبنا إذ أنه أمرنا بغض البصر عن كل ما لا يحل لنا – فهذه هي حدود التربية الجنسية التي يجب أن نربي الطفل عليها ، وما تعدى هذا القدر من التربية الجنسية مرفوض في هذه المرحلة .
2- نشرح لكل منهما طبيعة الجهاز التناسلي ، فالجهاز التناسلي للفتاة سيفرز مقداراً من الدم كل شهر ، والجهاز التناسلي للفتى سيفرز المني كذلك .
ونكتفي في هذه المرحلة بشرح كيفية الطهارة والإستعداد للصلاة بعد حصول هذه الأشياء .
المرحلة الثانية :
عند الدخول في مرحلة المراهقة وهي ( من 13 إلى 15 سنة للفتاة ) ومن ( 15 إلى 17 سنة للفتى ) مع الإنتباه إلى وجود اختلافات بسيطة من مراهق إلى آخر ولكن هذا على وجه العموم ، لا بد من شرح وظيفة الجهاز التناسلي لكل منهما بصورة شبه كاملة ، فنقول أنه لا بد أن يكون هناك علاقة تلاصق جسدي بين الزوجين لكي تحمل المرأة بطفل .
المرحلة الثالثة :
وهي عبارة عن شرح كامل للعلاقة الجنسية بين الزوجين ، وأرى أن تتم في مرحلة المراهقة من(17 إلى 18 سنة )على حسب استعداد المراهق والمراهقة ، وعلى حسب الإنتهاء من المرحلتين السابقتين ، وهذه العملية لن يستطيع أن يقوم بها أحد لا الوالدين ولا غيرهما ، لذا فينصح بإحالة المراهق إلى كتب الفقه المتخصصة بإعطائه أحد هذه الكتب الذي يشرح العملية الجنسية من خلال الأحكام الفقهية الخاصة بها .
تقول إحدى الأمهات : تزوجت أختي وهي لا تعلم عن العلاقة الجنسية أي شئ ، ففوجئت بالحقيقة من قبل سلوك زوجها الذي أجبرها على الجماع بطريقة وحشية ، وكأنها عملية إغتصاب ، مما كان له أسوأ الأثر عليها ، وساعد على بغضها له ، ولكن عندما علمت أن هذا شئ طبيعي يحدث بين الأزواج حملت على أهلها الذين لم يعلموها قبل ليلة الزفاف ، وتتابع أما أنا فعندما كبرت ابنتاي لم أدر كيف أخبرهما بالحقيقة حتى لا يلقيا نفس مصير أختي ، ولكن ذات يوم كانت ابنتي تقرأ في أحد الكتب الفقهية ، وإذا بها تقرأ حكم " إيلاج الرجل حشفته في فرج المرأة " ، فصرخت بأعلى صوتها ونادت أختها لتخبرها بما قرأت وهي مندهشة ، أما أنا فآثرت الصمت لأنني اطمأنيت أن ابنتاي علمتا الحقيقة بأحسن طريقة .
وتركتها تكمل قراءة الكتاب بشكل عادي ، لأنني مطمأنة أن المعلومات التي في الكتاب لن تفسد ابنتاي ، بل ستجعلهما أكثر نضجاً لأنه كتاب علمي فقهي موجه لتغذية العقل ، وليس موجهاً لإثارة الغرائز . كما أنها تقرأ في السن المناسبة لقراءة مثل هذا الشئ .