منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - العشرة المبشرون بالجنة
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-04-2004, 12:25 PM
  #38
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
حــبــيــب بــن زيــد

حــبــيــب بــن زيــد

--------------------------------------------------------------------------------



في السنة التاسعة للهجرة كان الإسلام قوياً صلباً ، وجاءت وفود العرب تبايع

رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ، وكان في جملة هذه الوفود وفد

بني حنيفة ، فجاءوا وأعلنوا إسلامهم وكان على رأسهم مسيلمة بن حبيب

الحنفي ....

ولما عادوا إلى منازلهم ارتدَّ مسيلمة بن حبيب ، وقام في الناس يعلن

لهم : أنه نبي مرسل، أرسله الله إلى بني حنيفة كما أرسل محمداً إلى قريش .

ولما قوي ساعد مسيلمة ، والتف الناس حوله كتب إلى رسول الله كتاباً جاء فيه :

من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله سلام عليك: أما بعد فإني أُشركت

في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً

قوم يعتدون ...

فكتب له رسول الله رسالة جاء فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم ..

من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد :

فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين .

ازداد شر مسيلمة وانتشر فساده ، فرأى رسول الله أن يبعث إليه برسالة يزجره

فيه عن غَيِّه ، وبعث هذه الرسالة مع حبيب بن زيد .

مضى حبيب إلى حيث أمره رسول الله حتى بلغ ديار بني حنيفة ، فما كاد

مسيلمة يقرأ ما فيها حتى اشتد غضبه ، وبدا الشر والغدر على قسمات وجهه

وأمر بحبيب أن يُقيَّد ، وأن يؤتى به إليه في ضحى اليوم التالي ..

فلما كان الغد تصدَّر مسيلمة مجلسه ، وأذن للعامة بالدخول عليه ، ثم أمر بحبيب

فجيء به وهو مقيد ...

قال له مسيلمة : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟

قال : نعم أشهد بذلك .

قال مسيلمة : وتشهد بأني رسول الله ؟

قال حبيب في سخرية : إن في أذني صمماً عن سماع ما تقول .

فغضب مسيلمة وقال لجلاده : اقطع قطعة من جسده ... فأهوى الجلاد بسيفه

وقطع قطعة تدحرجت على الأرض .

ثم أعاد مسيلمة عليه السؤال نفسه : أتشهد أن محمداً رسول الله ؟

قال : نعم أشهد بذلك .

قال : وتشهد أني رسول الله ؟

قال حبيب : قلت لك إني لا أسمع ما تقول .

فأمر بأن تُقطع من جسده قطعة أخرى ، فقطعت والناس ينظرون ...

ومضى مسيلمة يسأل ... والجلاد يقطع ...

وحبيب يقول : أشهد أن محمداً رسول الله .

حتى صار نصفه قطعاً منثورة على الأرض ، ونصفه الآخر كتلة تتكلم.. ثم

فاضت روحه الطاهرة واسم محمد لم يغادر شفتيه .

ولما وصل خبر استشهاد حبيب إلى أمه نسيبة قالت :

لمثل هذا الموقف أعددته .. وعند الله احتسبته .

لقد بايع رسول الله صغيراً ليلة العقبة ... ووفَّى له اليوم كبيراً