فلم أخلع ملابسي وخرجت علي الفور لاستدعاء الطبيب,
وجاء الطبيب وفحصها بعناية, وكتب لها بعض الأدوية وانص
. ولم تتحسن حالة زوجتي بالعلاج.. فاصطحبتها إلي طبيب آخر طلب
إجراء بعض الفحوص لها وأجريناها فإذا بها
تحمل لي صدمة العمر التي لم أتخيلها ذات يوم.
وبدأنا رحلة العذاب مع الأطباء والمستشفيات والتحاليل.
. وكل يوم يمضي تذبل ورقة من أوراق نضارة زوجتي وحيويتها وجمالها
وارتبكت أحوالي جميعها.. وانشغلت عن عملي وأهلي وأخوتي برعاية زوجتي وعلاجه
.., وتفرغت تماما للتسرية عنها ورفع روحها المعنوية واصطحابها للنزهة في شوارع المدينة كلم
سمحت لها حالتها الصحية.. ونذرت صوما لله تعالي إلي أن يكتب لها الشفاء ويصرف عنها هذا البلاء
فبدأت الصوم من الأسبوع الثالث لمرضها.. واستمر لأكثر من5 أشهر لم أفطر خلالها إلا في أيام الجمع ف
لأني في هذا اليوم أتناول طعام الغداء مع زوجتي وابنتي وخطيبها كما أعتدنا أن نفعل في الأيام السعيدة.
وبعد احدى مآدب يوم الجمعة هذه نظرت إلي زوجتي طويلا ثم قالت لي إنها ستطلب مني شيئا
وترجو ألا أرفضه..
وأكدت لها أنني سأفعل كل ما تريد بلا تردد فقالت لي إنها تريد أن نعقد قران ابنتنا
علي هذا الشاب علي الفور
وأن يتم زفافها إليه في أقرب فرصة ولو تطلب الأمر
أن يقيما معنا في غرفة الابنة إلي أن ينتهي إعداد الشقة التي
وفرها خطيبها لها فينتقلان إليها..
وفهمت علي الفور ما وراء هذا المطلب المفاجيء..
فاسودت الدنيا في وجهي ومادت بي الأرض لكني تمالكت نفسي
وأعلنت موافقتي بل وابتهاجي بتحقيق هذا المطلب السعيد لها.
واستدعيت خطيب ابنتي وطلبت منه الأستعداد لعقد القران والزفاف بعد أسبوعين علي الأكثر.
. ورفضت كل مبرراته للتأجيل لعدم الأستعداد أو مراعاة لحالة زوجتي الصحية.
وخلال أيام كنت قد اشتريت غرفة نوم جديدة لابنتي وغيرت ستائر
غرفتها واشتريت لها ما يلزمها من ملابس وحددنا موعد القران والزفاف.
. واتصلت بابني أطلب منه العودة في إجازة لحضور زفاف أخته ورؤية والدته
وقبل الزفاف بأيام تدهورت صحة زوجتي ونقلت إلي المستشفي وعولجت علاجا مكثفا
. وبكت وهي ترجوني ألا أؤجل القران والزفاف وأن أخرجها من المستشفي ولو علي مقعد متحرك
لتري ابنتها في ثوب الزفاف الأبيض ويسعد قلبها بسعادتها.. وأقسمت لها أن أفعل ما تريد وأخرجتها
من المستشفي بالفعل قبل الزفاف بيوم واحد رغم معارضة الأطباء, وطلبت من ابنتي أن تدعو صديقاتها للاحتفا
معها ومع أمها بليلة الحنة.. وجلست زوجتي بين ابنتها وصويحباتها. ترقب غناءهن لابنت
والبشر يطفر من وجهها ويعيد إليه بعض دماء العافية السابقة.
. ونامت زوجتي يومها نوما هادئا وبلا ألم كأنما قد برأت من مرضها.
وفي الصباح الباكر استيقظت علي طرقات الباب ووجدت ابني أمامي يفتح ذراعيه لي ثم يجري
إلي غرفة نوم أمه فيختلط البكاء بالضحكات وعند الأصيل عقد القران وفي المساء أقيم حفل الزفاف البسيط
في بهو مسكننا.. وأنا وزوجتي نجلس متجاورين ويدي تمسك بيدها.. وسعادة الدنيا تطل من وجهه
وحزن الدنيا كله يتكثف في قلبي ويخنق صدري وكلما نظرت زوجتي إلي باسمة اغتصبت الابتسامة
وبادلتها الابتسام والسرور.
وبعد أسبوع واحد من هذا الزفاف المشحون
بالانفعالات صعدت روحها الطاهرة إلي بارئها يرحمها الله رحمة واسعة
.. ووقف ابني إلي جواري في محنتنا.. ورجعت من المراسم الحزينة محطما مضعضع
وأقسمت علي ابنتي ألا ترتدي السواد وهي التي لم يمض علي زفافها سوي8 أيام
وبعد أيام العزاء طلبت من أبنتي وزوجها أن يسافرا في إجازة لمدة عشرة أيام علي حسابي
ليبتعدا عن الأحزان.. ولأخلو بنفسي في المسكن الذي شهد أجمل أيام العمر
مع طيف زوجت
الراحلة وذكرياتي السعيدة معها..
وخلوت بنفسي في مسكن الحب والسعادة والأحزان..
وسألت نفسي هل رحلت عني حقا زوجتي؟ فمن تكون إذن تلك التي أراها جالسة أمامي
في الفوتيه الكبير أمام التليفزيون تنظر إلي باسمة للحظة ثم ترجع ببصرها إلي التليفزيون؟
ومن تلك التي مازلت أتشمم رائحتها وعبير بشرتها الناعمة وشعرها في ملابسي وأنفي وفراشي؟
ومن تلك التي أتحدث إليها في سري كل حين.. وأروي لها أحداث يومي كما كنت أفعل معها في الزمن السعيد
لقد مضت الآن ثمانية أشهر علي رحيلها عن الحياة ولم يفارقني طيفها لحظة واحدة..
ولم أشعر بأنني وحدي في غيابها
ولقد ساعدت زوج ابنتي علي تشطيب شقته واشتريت بقية أثاثها
وتم فرشه فيها وانتقلا إليها بعد إلحاح شديد مني عليهما بذلك, وكانا يرفضان تركي لوحدت
بعد سفر ابني.. لكن من قال إني وحيد.. وزوجتي تملأ علي وجداني وخواطري وقلبي وأفكاري
. لقد أردت أن أكتب لكم قصتي لكي
أقول لكل شركاء الحياة إن العشرة الجميلة والحب الصادق والعطف المتبادل
.. كل ذلك لا يذهب هباء أبدا.
. وإنما يحفر بصمته في قلب شريك الحياة ووجدانه
.. فليحسن إذن كل شريك عشرة
وليخلص له الحب والود والرحمة.. لكي تظل ذكراه علي الدوام تملأ قلب
من أحبه وسعد بمشاركته رحلته في الحياة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طبعا لا أوافق على بعض الآراء الواردة في القصتين أو بعض المخالفات ،
لكن نقلتهما من جريدة الأهرام لما لهما علاقة بحسب ظني للموضوع المطروح.
ي
,
ا..
ا..
.
ها
ل
.
.
.
.
قط,
,
ا
ا
ها
رف.
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)سورة الطلاق
عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ، رَضِيَ الله عَنْه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
{ ما مَنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدعٌو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إلاّ قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ }.[size=1]رواه مسلــم [/
size]،
أخوكم المحب الناصح همام hamam129