الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الأخت / أم فيصل
بارك الله فيك على طرح هذا الموضوع وإدارة النقاش فيه صورة جميلة.
اسمحي لي أن أقول بأن الحب لا يموت. قد يختفي ويتوارى ويبتعد ولكنه لا يموت.
في الحقيقة أن كلامك صحيح: عندما تتكاثر الخطايا وتكثر الجروح وتتعمق في النفس، هذا يعني بأن هذه الأمور بدأت تحتل مكان الحب في القلب مما يجعله مع تزايدها يترك لهم القلب ويرحل. ولكن أعود إلى كلامك الأخير وهو صحيح كذلك: لماذا ندع مشاكلنا تكبر وتتفاقم؟؟؟
لماذا نجعل قلوبنا تصدأ من كثر المشاكل والهموم؟؟
لماذا لا نتصارح؟؟
لماذا لا نتوب؟؟
الجواب: لأنهم يرون بأن ما ذكرت غير موجود، فهو يرى بأنه لا مشاكل وأن الأمر عادي أو انه لا يمكن تغيير شيء. لذلك فمن الضروري المصارحة وإخراج ما في النفس والأهم هو إيصاله إلى الطرف الآخر. في بعض الأحيان نقوم بالمصارحة ولكن بالطريقة التي تروق لنا وليس بالطريقة التي تروق للطرف الآخر. لذلك لابد لمن يعاني أن يكون همه هو إيصال معاناته إلى الطرف الآخر؛ بالكلام المباشر أو بالتلميح، أو بالرسالة، أو بوضع شريط، أو عن طريق قريب أو قريبة، المهم طرق جميع الأبواب وعدم الكبت في النفس ولكن بحيث أن يتأكد بأن ا لطرف الآخر فهم تماماً ما يريده. فأحياناً يشتكي الزوج لزوجته من امر حصل من أمها أو أحد اقاربها ويصارحها بذلك وقد توافقه على كلامه ولكن المفاجأة عندما نكتشف بأن الزوجة فهمت من الكلام أن الزوج يريدها أن تخاصم أهلها وتقاطعهم واخبرت أهلها بأنها لا تريدهم أن يخربوا بيتها وان لا يتدخلوا بأي شيء وحصل الخصام والقطيعة في حين أن الزوج كان قصده فقط لفت نظر زوجته فقط بأنه سيتصرف في الموضوع لتكون على علم ولا تفاجأ بما سيقوم به. لذلك فالمصارحة والتفاهم مطلوبان ولابد من الصبر في البداية. والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
لغير جمالكم نظري حرامُ وغير كلامكم عندي كِلامُ ( الكِلام هو التعب والشدة )
وعمر النسر منكم بعض يوم وساعة غيركم عامٌ وعامُ
أحب بأن أكون لكم جليساً وتنصب لي بربعكم خيامُ
إذا عاينتكم زالت همومي وإن غبتم دنا مني الحِمامُ ( الحِمام هو الموت )
فداووا بالوصال مريض هجر يهيم بكم إذا سجع الحَمامُ