مرحبا غرام الشوق..



هل لي أن أعرف منذ متى تم عقد القران .. وهل كنتِ تعرفين زوجكِ قبل ذلك أم أن ارتباطكما تم بطريقة تقليدية؟

فإن كان الارتباط منذ فترة قصيرة وبطريقة تقليدية فلا يغيب عن بالك أن قصر مدة معرفتكما ببعضكما البعض لا يتيح فرصة كافية لخلق الحب بينكما .. فالحب لا يولد بين يوم وليلة .. ولا حتى بعد أيام وأسابيع .. ولا أظنك ستكونين سعيدة بالفعل عندما يقول لك زوجك كلمة (أحبك) لمجرد إرضاءك رغم أنه ربما لا يكون قد شعر بها بعد.

وللأسف فإن كثيرات وكثيرين ينظرون لفترة الخطبة أو عقد القران باعتبارها المرحلة الأكثر خصوبة عاطفياً وأكثرها امتلاءً بكلمات الحب والتعابير الغرامية الجياشة .. ويسعون لأن يعيشوها كما سمعوا عنها دون الانتباه لحقيقة مشاعرهم ومشاعر الطرف الآخر .. وهذا وإن كان مطمعنا جميعاً إلا أننا لا يجب أن نفرض على الطرف الآخر مشاعر الحب بالقوة والإكراه ولا يجب أن نستخرجها بالغصب والإلحاح .. ولا يجب أن نتوقع أن يُخلق الحب هكذا فجأة لمجرد إتمام الخطبة أو عقد القران.

فليست الخطبة أو عقد القران أو حتى الزواج هم المفاتيح الحقيقية للحب .. ولكن المفتاح الحقيقي هو التوافق النفسي والعشرة الطيبة والطبائع والأخلاق الحسنة التي يراها كل طرف في الآخر.



أتفهم طبعاً مدى احتياج الإنسان ـ خاصة الفتيات ـ لكلمات الحب .. وأدرك أنه احتياج إنساني وعاطفي قوي دون شك .. ولكن يا عزيزتي أنصحك بأن تمنحي زوجكِ فترة أكبر حتى تتشكل مشاعره بشكل أعمق . وأتيحي له معرفتك جيداً واكتشاف الجوانب الإيجابية في شخصيتك وأطباعك كما هي على حقيقتها دون اصطناع أو تكلف .... وعندئذ سيولد حبكِ في قلبه وسيسعى جاهداً لإشعاركِ بذلك.

ولاحظي أنني قلت (إشعاركِ) ولم أقل (إخباركِ) لأن التعبير عن الحب يا عزيزتي ليس بالضرورة ان يكون لفظياً .. وهناك بعض الرجال يحبون بأفعالهم ويرون أن الفعل هو التعبير الأمثل والأعمق للحب .... فإن كان زوجكِ من هؤلاء فلا تثقلي عليه ودعيه يعبر لك عن حبه بالطريقة التي تريحه وتتوافق مع طبعه وشخصيته مادمتِ في النهاية ستكونين متأكدة من أنه يحبك بالفعل .. وتأكدي أن الإنسان متى ما اختار الطريقة التي تريحه في التعبير عن أي شيء فإنه سيجتهد في إعطاء كل ما في نفسه دون أن يبخل.



وتذكري يا عزيزتي أننا لا يمكن أن نحصل على كل شيء في شركائنا .. والعاقل هو الذي يزن الأمور بميزانها الصحيح ويعطي كل أمر ما يستحقه دون مبالغة ولا تهويل .. ومادامت الأمور الهامة والحيوية متوفرة في الطرف الآخر ـ وأنتِ أدرى بذلك دون شك ـ فلا ضير أن تضحي قليلاً وتتغاضي عن الأمور الأصغر والأبسط.





وفقكما الله.

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.