أشكر أولا الأخوة الذي ردوا على الموضوع، فلقد جاءت ردودهم شافية ووافية ..

أتوجه ثانياإلى الأخ صاحب المشكلة:

لقد ذكرتني بكلامك هذا نقاشا قديما حصل معي حينما كنت في السنة الثانوية الأولى أو الثانية، وكان هذا النقاش مع أستاذ الأدب العربي حول الحب العذري، وهل الشعراء المشهورون بالحب العذري يرون فقط روح حبيبتهم وصفاتها الخلقية (بضم القاف) أم يرون أيضا جمالهاوصفاتهاالخلقية (بفتح القاف) ؟؟

لا شك أن للجمال وللصفات الخلقية (بفتح القاف) أثرا كبيرا، بل إليها يرجع الفضل في أغلب الأحيان لنشوء الحب ونموه بين الحبيبين، وهذا جميل بثينة، رغم عذريته الشهيرة، يقول في وصف بثينة:

يكاد رشيش الماء يخدش جلدها *** إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد

فهو لم ينس رغم عذريته ان يتنبه لتلك الصفة الجمالية عند بثينة، ألا وهي رقة الجلد

لكن، هل لو أصيبت بثينة بمرض جلدي، أذهب عنها نضارة جلدها ورقته، كانت محبة جميل لها ستتغير ؟؟؟

هل كان جميل ليكف عن رؤية تلك الخصائص الجمالية الكثيرة عندها ؟؟؟

الجواب ببساطة .. لا ..

أنا لا أنكر أنك مازلت تحب زوجتك وأنك مازلت ترى مواطن جمال الروح فيه .. وأن مشكلتك هي في علاقتكما الحميمة .. لكن ..

هل هذه العلاقة الحميمة شيء منفصل عن المحبة أم أنها ترتكز على المحبة ؟؟؟

هل هي حركات آلية يقوم بها المرء مع زوجته أم أنها أداء جسدي تغذيه طاقة روحية منبعها الأول والأساسي الحب والحب فقط ؟؟

إن كان ما يهمك هو المظهر الخارجي فقط، فأنت ببساطة لا تفهم الحب، ولا تفهم الحياة الزوجية، ولا تفهم نفسية المرأة، بل ولا تستأهل زوجة كزوجتك التي تحدثت عنها

أخي الفاضل، أنا أرى أنك مازلت تحت وطأة الصدمة التي خلفها مرض زوجتك، هذه الصدمة التي جعلت بعض المفاهيم غير واضحة لديك ...

إن كل ما تحتاجه أخي الفاضل هو لحظات تتحرر فيها من ضغط العمل والعائلة والحياة، لحظات تجلس فيها مع نفسك، وتعيد تأمل الأحداث من حولك .. ثم تستغرق في النفكير بروية وهدوء ..

وأنا واثق من قدرتك على تخطي الأزمة التي تمر بها ..

كان الله في عونك

أخوك
أبو الحسن