منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - دُولُ الشّيـــَـاطِين.
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-06-2007, 05:58 PM
  #1
ولـيـد
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 309
ولـيـد غير متصل  
دُولُ الشّيـــَـاطِين.

دول الشياطين


عندما تتحول عبارة من

انتقل إلى رحمة الله

إلى قولنا

انتقل إلى ساحة الشيطان

كم حجم الذل الذي يواجهه المنتقل إلى تلك الساحة ؟


امرأة زيد من الناس تحفظه في بيته و تحاول جاهدة ( حسب استطاعتها ) أن تسعده،

امرأة رقيقة طيبة خلوقة فيها من الجمال قسمة الله لها، حملت منه ثلاثة، أرضعتهم

و فطمتهم و أطعمتهم و طهرتهم حتى صاروا مصدر أنس لأبيهم و يكفيه منهم قول : بابا.


تلك المرأة بدلا من أن تقول : أحبك ، تقول : أنت كل شي في حياتي.

وبدلا من أن تقول: كم أنا مشتاقة لك ، تقول : يا ليتني عندك.

وبدلا من أن تبكي أمام زوجها حزنا على فراقه ، تبكي بعد أن يغيب عن ناظريها

حتى لا تقلقه عليها و على أبنائه فيتعثر في مهمته التي سافر من أجلها.



كل ذلك و غيره يفسره الزوج بـ ( شح في الرومانسية ) ( إقلال في الإهتمام ) يأملهما منها .



حياة امرأة أخرى في الشرق أو في الوسط ! ( عبارة لا يفهمها إلا أنا! ) حياة شحيحة فيها

فقر من كل شي، شح و فقر في المشاعر التي تتلقاها من القريب و البعيد و شح في المال

و السكن أثاثا و أكلا .


( زيد ) زوج تلك الزوجة الوفية التي في المثال الأول ، التقى بتلك المرأة البائسة

التي تسكن الشرق و الوسط !، التقاها في مجلس واحد رغم ما بينهما من مسافات

تصل إلى 2000 كلم .


في أول لقاء تحدثا فيه ، كان زيد على عجل أن يسمع كلمة ( أحبك ) ،

وكانت تلك البائسة تسأل بين فينة و أخرى أسئلة كثيرة ( كم طولك ، كم وزنك

كم عمرك ، ما هي وظيفتك ، أين تذهب للسياحة عادة ، هل و سبق أن أحببت ،

هل أنت متزوج ) ، كانت إجابات زيد على تلك الأسئلة أحسن الإجابات ، يعلم

جيدا زيد كيف يردن النساء البائسات من الرجل هذا اليوم أن يكون ، فاختار

من العمر ما يناسب عمر صوتها الذي خمنه، و من الطول و الوزن ما يجعله في

نظرها متناسقا، و من الوظائف ما يعكس مدى مكانته و ثراءه، ذلك الثراء

الذي يجعله لا يكون سواحا إلا في بلد غال كإيطاليا مثلا.

يقول زيد : لم يسبق أن أحببت .

ويقول للبائسة أيضا : لم يسبق أن تزوجت.


البائسة لها محاولات عديدة قبل زيد مع غيره من الشبان، كلهم وصل إلى مرحلة

لم تعد في قواميس الكذب و الخداع كذبة لم يستخدمها فيها إلا و قد استهلكها ، فاختار

أن يكون صادقا رغم أنفه فتركها و راح يجرب الكذب مع بائسة أخرى غيرها .

لذلك كانت البائسة تردد على مسمع زيد أكثر من مرة في الدقيقة :

أهم شيء الصدق يا زيد، أنا لا أريد شيء غير الصدق يا زيد،

و زيد يقول بإحكام الصادق لأقواله: إن شاء الله يا ريما، و لماذا أكذب؟

استمرت ذلك الحديث 4 ساعات : كان آخره إفراغ شهوة الآخر باسم

الحب الذي تولد في ساعه ، حب زعم زيد أنه ضالته و زعمت ريما

أنه هو ما تريده ، انتهى الحب في نفس اليوم ، زيد راح يبحث عن أخرى

و ريما مصدومة من شدة اتقان زيد دور المحب الصادق، أظنها تنتظر

إلى الآن مكالمات زيد.


ما زلتم تقرأون شيئا من أحداث تدور في دول الشيطان، و كل قلب خلا من

خشية الله و تقواه هو مربع و دولة للشيطان.


زيد ذهب إلى مكان آخر في ( الشرق و الوسط ! )، و ظل يبحث عن رومانسيته

الضائعة مع زوجته ( على حد زعمه ) ، فالتقى ببائسة أخرى .


أوووووووه ، نسيت أن أقول لكم شيئا مهما، زيد قبل زواجه كان فعلا على

علاقة فعلية بأخرى ، كان مراهقا في حينها و كان معجبا بفتاة من بلدته

و يقابلها و يحادثها ، كانت فتاة حقا تجيد كلام الغزل و تتفنن فيه.

كان قلب زيد خاليا و كانت تلك الكلمات تحدث فيه شيئا كثيرا و كان يرد على

تلك الكلمات بأحسن منها ، لكن يا خسارة ، لم يشأ هو أن يتزوجها ، كان يراها

مع حبه الشديد لها ( خائنة لا تستحق أن ترتبط بشريف مثله ) ، يا إلهي

ما هذا التناقض العجيب في التفكير ؟

لا تعجبوا : أنتم في دول الشيطان! .



المهم، نعود إلى البائسة الأخرى التي تعرف عليها ، تحدث معها زيد ما يقرب

من ثلاث ساعات ، قالت البائسة منال له في ثنايا حديث : أنت صديقي الصدوق!.

قال لها : ودي تناديني بغير هذا الإسم.

قالت : مثل إيش ؟

قال: لقب أحبه و يشرفني أن أحمله ، ( حبيبك ) .

( ذكرني بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد يرحمه الله ، كان اسمه : صاحب الجلالة ،

و في إحدى المناسبات قال : أحب أن أستبدل مسمى صاحب الجلالة بلقب أحبه

و يشرفني أن أحمله : خادم الحرمين الشريفين )



على أية حال، منال البائسة ، كانت قد مرت هي الأخرى بتجارب حب قديمة ، و إن

كنت أظن أن 99 في المائة من قصص الشباب و الفتيات التي يزعمون فيها الحب هي

قصص إعجاب و حالات نفسية.

أعطت منال زيدا درسا في الحب ، و قالت له: ينبغي أن لا نستعجل و أن نصبر ، و نترك

الأيام تحكم على حبنا، الحب يا زيد كذا و كذا و كذا .

كان واضحا من حديثها أنها تتخوف نتيجة تجربة مريرة عانت منها قبل زيد.

لكن زيد لم يعجبه حديثها و إن كان يبصم بالعشرة أن كلامها صحيح و لا غبار عليه.

يريد زيد أن يصبح حبيبا في ساعة و يتزوج بها عبر الأثير في ساعة و يدخل

بها في ساعة !.

فعلا، زيد كان بارعا جدا في إيصال مشاعره في ساعة و جعلها تصدقها،

و اقنعها بالزواج في ساعة و تزوجها من غير مهر و لا شهود و لا عقد و لا ولي ،

فكل ذلك غير معترف به في دول الشياطين، أفرغ شهوته و أفرغت شهوتها

في ساعة و طلقها بعد نصف ساعة.



كل ذلك من زيد بسبب ظنه زوجته ( ليست رومانسية بما فيه الكفاية ) ،

و هي و ربي طاهرة عفيفة متفانية محبة خلوقة يندر أن تجد صفات فيها في غيرها.

لم يكن زيد يفهم تعابير زوجته له ، كانت تعبر عن الحب له بصور شتى هو

لا يفهمها لأنه يعيش في دول الشياطين التي لا تعترف إلا بعبارات معينة

و أحرف موزونة و تغنج موزون على الآلة و ضحكة صاخبة و تأوه مدروس مؤثر.


همسة في أذن كل زوجة

مادام[blink] بعض[/blink] الرجال بتلك السخافة ، فابحثوا ماذا يحبون أن يسمعوا

بالضبط من العبارات ، و رددوها على مسامعهم كالبلابل الجميلة حتى

لا يزعجكم نهيقهم.




هدى الله أزواجا مثل زيد و فتيات من مثل منال و ريما.

صورة تعانيها بعض البيوت.

وليد
__________________
اللــهُمّ توفـّنـي مُسْـلـمـاً وَألـْحِـقنـي بـِالـصَّـالِـحـيـْن