منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - جمال الاثار في تونس صور و تقرير بسيط
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-06-2007, 08:03 PM
  #8
اراغون
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 25
اراغون غير متصل  
Exclamation بقية المواقع الاثرية التونسية

توبريس ماجيس -Thuburbo Majus

تدلّ البادئة " تو" في اسم المدينة على أصلها اللوبيّ، لكنّ فترة تأسيسها غير معروفة. إنّنا نعلم فقط أنّها تحالفت، عند اندلاع الحروب البونيّة مع قرطاج ضدّ روما، فاضطرت، فيما بعد، إلى دفع غرامة ثقيلة. وفي سنة 27 ق.م أقام أوكتافيوس أوغسطوس بجوارها مستعمرة لقدماء المحاربين الإيطاليين إلى جانب أهاليها. ولم تلتحم الجارتان التوأمتان إلاّ سنة 188 ، فدخلت عندها المدينة في عهد من الازدهار والرخاء وشيّدت معالم عموميّة ضخمة ومساكن فخمة.

وتقهقرت توبربو في أواسط القرن الثالث قبل أن تنهض من جديد نهضة باهرة في القرن الرابع إلى حدّ أنّها أعلنت نفسها جمهورية .Respublica Felix Thuburbo Majus وفي أواسط القرن الخامس وضع الغزو الوندالي حدّا لازدهار المدينة وأعادها إلى رتبة مدينة صغيرة لم تلبث بعد الفتح العربي أن غدت مهجورة.

أمّا الموقع فهو من أكبر المواقع في تونس إذ يمسح حوالي 40 هكتارا، ولم تجر فيه إلاّ حفريّات جزئيّة. و"تنجّده" عدّة مبان فخمة في الغالب، مثل الكابتول ( وله ستّة أعمدة في الواجهة واثنتان من خلف يبلغ طولها 8,5 م وقطرها 0,85 م ) أو معبد السّلم ومعبد مركور ومعبد كايلستيس راعية المدينة ومعبد سيراس الذي حوّل إلى بازيليكا في القرن الرابع، وحمّامات الصيف، وحمّامات الشتاء، بالإضافة إلى السوق والحيّ السكنيّ...














بللاريجيا -Bulla Regia

بلاّ الملكية. تبدو التسمية مفخّمة بالنسبة إلى المكانة الحقيقية التي احتلتها هذه المدينة في التاريخ لكنّها مبرّرة لأنّ بلاّ ظلّت في القرن الثاني ق.م عاصمة لإمارة نوميديّة ناتجة عن ضمّ مملكة ماسينيسا، عدوّ الرومان اللدود، الذين هزموه في نهاية المطاف.

ولقد تأسّست بلاّ قبل تلك الفترة بكثير، كما تشهد بذلك أحجار المغليث والدّلمن المتناثرة في الموقع. كما تشهد بعض الآثار القليلة المنتمية إلى العهد البوني بتأثير العاصمة القرطاجيّة على نمط العيش لدى سكان نوميديّين في أغلبيتهم. لكنّ الاحتلال الرومانيّ هو الذي خلّف لنا أهمّ الآثار، التي تمتدّ اليوم على عشرات الهكتارات

توجد في بلاّريجيا جميع مكوّنات المدينة الرومانية القديمة : معابد، فوروم، حمّامات عمومية، مسرح، الخ... بعض هذه المعالم – مثل الحمّامات المبنية في القرن الثاني – لها أحجام مهيبة. لكنّ أطرف ما في الموقع يتمثّل في منازل ذات طابقين : أحدهما على سطح الأرض، وهو اليوم مسوّى تقريبا ولكن تبقّت منه أجزاء بديعة من تبليطات فسيفسائية، والآخر تحت الأرض كان مسكونا في الصيف اتقاء للحرارة المحرقة التي تسود في تلك الفترة من السنة. لذلك بقيت المساكن على حالها وحافظت على تبليطاتها الفسيفسائيّة الرائعة التي تبهرنا من بينها لوحة " أمفيتريت"، و تشاهد فيها الربّة محمولة من طرف سنتور بحري ونبتون وجنّيين مجنّحين.

وقبالة الموقع توجد مساحة للراحة وكنيف ومتحف صغير يحتوي على بعض اللقى التي عثر عليها في عين المكان ويلقي أضواء، بطريقة ذكيّة لبقة، على بعض الجوانب من الحضارة النوميديّة.





















المسرح الروماني







منازل رومانية تحت الارض







مكثريس- Maktharis

إن موقع مكتريس الأثري ملاصق لمدينة مكثر التي تعد امتدادا له متأخرا في الزمن، يعود إلى العهد الاستعماري كما تشهد بذلك بعض البنايات (منها مقر المعتمدية) أو المساكن ذات السقوف المائلة و المغطاة بالقرميد الأحمر.

مكتريس هي مجرد نقل لاتيني لاسم المكان الاصلي "م ك ت ر م" الذي ينم عن المصادر اللوبية للمدينة مثل ما تدل عليه كثرة المعالم الجنائزية التي تعود إلى هذه الحضارة و التي أدمجت بالموقع. و لم تبق من تلك الفترة إلا تلك المعالم تقريبا.

أما تأسيس المدينة ذاتها فيبدو أنه يرجع إلى القرن الأول ق.م، حين استقر معمّرون بونيون أو نوميديون متسمون بسمات بونية و نشروا في تلك الجهة ديانة قرطاج و ثقافتها و فنونها انتشارا دائما، ظلّ مستمرا حتى بعد قدوم الرومان في أوائل القرن الأوّل. إلاّ أنّ التراث الأثريّ الأساسيّ يرتبط بالفترة الرومانية، وهو يعتبر من أثرى ومن أبدع ما تمتلكه تونس. وبلغت المدينة أوج ازدهارها في القرنين الثاني والثالث، ولكنّ تقهقرها بدأ منذ القرن الرابع وتسارع مع الغارات الونداليّة والبيزنطيّة.

وتستقبل الزائر بوّابة ضخمة توجد اليوم في مدخل المدينة العصريّة. أمّا في الجانب الآخر من الطريق فانّ الموقع في حدّ ذاته يحيط به سياج، وتوجد خلفه جميع المعالم التي تكوّن مدينة رومانية والتي ظلّت في حالة جيّدة من الحفظ: المدرّج والحمّامات (4 في الجملة) والفوروم الذي يتوّجه قوس نصر مهيب مهدى لتراجانوس و المعابد و البازيليكات و الدياميس الكنسيّة و الأضرحة، وحتى قباضة رومانية للضرائب !
إنّه عالم برمّته.


























نيابوليس -Neapolis

أصبح اليوم الموقع القديم لنيابوليس مندمجا في النسيج الحضريّ لمدينة نابل، وهو يقع في صلب المنطقة السياحيّة، وكان قد اكتشف صدفة سنة 1965 بمناسبة أشغال ردم. وسمحت حفريّات إنقاذ باكتشاف مجموعة فريدة من نوعها : منشأة صناعيّة حقيقيّة تعود إلى العهد الروماني متخصّصة في صنع نوع من مرق السّمك يدعى (garum) . يتعلّق الأمر إذن ببقايا مؤسسة كانت تصنع على نطاق واسع هذا المرق الشهير الذي كان يعجب الرومان كثيرا والذي كان جانب كبير منه معدّا على الأرجح للتصدير إلى بلدان متوسطيّة أخرى، حيث أشاع الرومان استعماله. وتحتوي المنشأة على أحواض كبيرة كانت توضع فيها أحشاء الأسماك وصغارها للنقع بغية إنتاج صلصة شبيهة بالصلصة الآسيويّة ومازالت ترى بقايا أسماك مصطّفة، قد ملّحت قصد حفظها مدّة طويلة.

وبالتوازي مع هذه المنشأة، فتحت بجانبها حفريات أخرى سمحت جزئيّا بإخراج حيّ سكنيّ من تحت الأرض، على طول طريق مبلّط جميل، خصوصا آثار منزل فخم، أغلبه مبلّط بفسيفساءات رائعة، حفظت أغلبها بمتحف نابل.







الكاف الرومانية








...يتبع..

التعديل الأخير تم بواسطة اراغون ; 02-06-2007 الساعة 08:30 PM