الأخت الحائرة
السلام عليكم ورحمة الله
جوابي المختصر والسريع : صالحي زوجك بالتودد اصلحكما الله ... لأن عليك بداية الخطأ ... وعليكما إدارة الموقف ...
والجواب العميق :
أولاً : ليس من العقل فحسب، بل من الدين أن تسألي عما يصلح حياتكما الزوجية ...
ثانياً : لاحظت إيرادك تفاصيل كثيرة مختلطة بين أنك تحبين زوجك وأنه مهتم بكم ويقدر احتياجاتكم ، وبين أن طباعه بسبب نشأته الغريبة وتصلين معها لحالة اليأس ... وهذا تناقض يحتاج إلى فك !!!
إذ أن الطباع من الطبيعي أن ( تحدد ) مع استمرار أشهر الزواج الأولى فضلاً عن أن ( تفهم ) مع استمرار السنة أو السنتين الأولى ... بينما تحقق الألفة والحب بينكما هو النفطة الفاصلة إيجاباً أو سلباً في حياتكما ... بمعنى أن حصول الألفة والمحبة والقدرة على تحقيقها ( إسعاد كل منكما للآخر ) هو كنز عظيم في حد ذاته يمكن الولوج منه لحل أي خلاف ...خصوصاً مع زوج يهتم بك ( كما ذ
فمثلاً : ذكرت مشكلة النشأة والتربية ... أنا أقول لك بإخلاص : هذه النقطة في صالحك تماماً أن تعرفي نشأته وخلفيته فتعرفي كيف التعامل الصحيح معها ...
وقبل كل موقف ستمتلكين ( دون غيرك ) أن تقيسي ردة الفعل ...
إذ يجب عليك أن تعلمي نقطة هامة جدا جدا : أنك مسؤولة عن تصرفك وردة فعله بناءً على معرفتك بزوجك وشخصيته ...
هذه قاعدة مهمة بين يدي حل كل خلاف تقعون فيه ...
( القاعدة تقول : كل فعل له ردة فعل مساوية له في القوة ومعاكسة )
دعيني أسألك :
هل لو ( كبحت ) جماح قرب الكريمة وقلت له : هدية رائعة ومقبولة ويكفي أنها من الأم ...
هل كان سيفعل ما فعل ... بالتأكيد لا ... ولكانت الحال بينكما رومانسية ( خصوصاً مع احتياجه للمسة تقدير نظير ما ذكرت من هداياه )
بينما عندما تقولين : انت ليش تبغى تفرض عليه هذا الشيء واني اذا ما قبلته كاني اصير خلاص قليلة الادب ؟!!
الجواب لابد أن يكون كما قلت أنت (فهاج وماج وزعل اني ما اشاركه الهديه وفرحتها )...
النقطة المهمة ليش أخطأت في الأساس حتى إذا زعل الزوج قمت بالسؤال ...
إذن اعذريني : أخطأت الفعل والموقف ... فغضب الزوج ....
وإذا سألتيني عن الطريقة المفترض أنها هي الأنسب أحيلك على مداخلة الأخت روان جدة فقد أصدقتك النصيحة ...
أريدك أن تنظري إلى الدافع بطريقة ( تبادل الأدوار ) / ماالذي جعله يغضب ؟
لربما لأنك لم تقدري هداياه ... لربما لأنك اشعرتيه أنك لا تقدري أمه ؟
لربما لأنه متعب ...لربما أنه لاحظ فرقاً بين
لربما ....
وخلاصة كل هذه الاحتمالات أن تجاهلنا لما نعلم عن نشأة الزوج وخلفيته ... ثم طريقة استقبالنا للملابس وعدم تقديرنا لدوافع الزعل عنده ثم عدم وأد المشكلة في مهدها ...كل هذا يجعل مما حصل أمراً متوقعاً !!!...
ثالثاً : سأكون واقعياً معك عندما أقرأ كل مشكلتك ثم لا أجدك تخطئين نفسك ، بل تعتذرين لها بأنك قبل موعد الدورة الشرعية بمعنى أن ما فعلتيه أمر لا غبار عليه ... السؤال : لماذا لانعترف بأننا نتحمل وبشجاعة نصيباً من المشكلة ؟!!
والسؤال الأهم : هل إذا علمت المرأة أن الملائكة لا تلعن إلا الزوجة المتأبية في الفراش ... وليس المغضوب عليها لغير الفراش هل لن تصالحه !!! وستقبلي أن يخاصمك زوجك ثلاثة أيام وأكثر ... بحجة ( بس ايش اسوي انا ما ابغاه كل ما زعل غلط عليه )... ... صدقيني :
ليس هكذا يريد الإسلام من الزوجة الراجية لأعالي الجنان وليست الخائفة من النار !!!
ولكن مشوار اللف ميل يبدأ بخطوة واحدة ...
وأظن أننا كقراء ومشاركين لك في الهم علينا جميعاً أن لا نكتفي بالقراءة السلبية بل أن نساهم بالحل ... ومن الحل الدعاء .
فدعواتنا لكل زوجين متخاصمين أن لا يبيتا غلا متصالحين ...يسر الله أمرك ... واعذرونا على المصارحة ...والسلام
...