منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ضربها ثم عاد الى كهفه
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-2007, 09:04 PM
  #19
أبو فيصل
المدير العام
 الصورة الرمزية أبو فيصل
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 15,836
أبو فيصل غير متصل  

يجب ان لا نحمل الزوجة المسؤولية لوحدها ، ولا الزوج المسؤولية لوحده ، فالمسؤولية مشتركة بينهما بل إن لتربيتهما وبيئتيهما اللتان كانا يعيشان فيهما دخل في هذه القضية ... ولذلك حل هذه المشكلة لا يتم بين يوم وليلة بل يحتاج لبعض الوقت كي يغير كلا منهما طريقة تفكيره ويراها الآخر وتتغير معها النتيجة في المستقبل ...


أعتقد أن الرجل لم يكن ليكتم عنها إلا بعد ان رأى أنها إذا علمت شيئا من أموره انتقدته وقللت من شأنه وقارنته بالآخرين وهنا المصيبة ...

الرجل يريد أن يكون في نظر زوجته أحسن الرجال وأقومهم وأفضلهم لكنها بانتقاده ومقارنته بالآخرين ترسل له رسالة مفادها ( أنت لست في نظري شيء وغيرك أفضل منك ) وقد يحتمل الرجل غضبه مرة ومرة لكنه لا بد أن يفجر غضبه في يوم من الأيام وهو هنا جاء بكفين ....

لكن أليس من حق الزوجة أن تعبر عن رأيها وتحاول تقويم زوجها لتراه كما تريد رجلا أفضل من غيره ؟

الإجابة نعم .. لكن هل طريقتها كانت مناسبة ؟ الجواب لا .. فطريقتها كما أسلفت كانت عقيمة زادت من الشرر ....

فما الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا النوع من الرجال وهم كثر ؟

إذا أرادت الزوجة انتقاد أي سلوك وأي من أمور زوجها فيجب أن تكون بطريقة يستوعبها الزوج وتكون محببة إلى نفسه ومقبولة .... وهذا كله لن يأتي إلا بالطرق الآتية :

1- أن تختار الوقت المناسب لزوجها ونفسيته...

2- أن تختار المكان المناسب .....

3- أن تختار الطريقة والأسلوب المناسبين وهذه أهم النقط التي ينبغي على الزوجة إداركها وفهمها فهما جليا وسوف ألخصها في فقرات إذا عليها :-

أ- تجنب النقد المباشر والضمير ( أنت ) فمثلا لا تقول له ( اختياراتك في السيارات غير موفقة )..

ب- تجنب مقارنته بالآخرين فمثلا لا تقول له ( أخوك صالح حركي ورصيده المالي يزيد يوما بعد يوم وأنت جالس في هالمكتب ياخي تحرك مثل الناس ) هذي مصيبة .....

ج-عليها أن تحسسه قبل أي نقد أنها تثق فيه وفي آراءه حتى لو كانت ترى في نفسها غير ذلك ليكون أكثر إصغاء إليها واطمئنانا لحديثها ، فمثلا عليها أن تقول له ( أنت حنون وطيوب ، وأحس أني في حاجة قربك مني وقت أكثر )

د- أن تكون آرائها التي تطرحها بما يشبه الإستشاره ، فلو أحست أن زوجها كسول لا يصلح ما يفسد في البيت كالسباكة والكهرباء وغيرها فعليها أن تقول له ( وش رايك نغير الشطاف ودش الحمام لأنها تتسرب )..

ه- عليها أن تكون مبتسمة عند اي نقد وأن تبدأ بعبارات لطيفة محببة إلى نفس الزوج مثل كلمة ( حبيبي ، بعد عمري ... الخ ) ويمكن أن تحتضنه وهي تحادثه ...

قد يكون هناك نقط أخرى لم أتذكرها لكن ما ذكرته كاف إن شاء الله .... لكن على الزوجة أن لا تستصعب هذه الأمور ، بل عليها أن تتدرب عليها ..... ولو تعثرت يوما تحاول أخرى حتى تصبح هذه الأمور جزء لا يتجزأ من أسلوبها....

لكن ماذا على زوج مثل هذا؟

لن أطيل الحديث بشأنه كما أطلت عن الزوجة لأن هذا الزوج لن يصله حديثي ... لكن أجمله في نقط ..

1- على الزوج أن يعلم أن زوجته نصفه الآخر وجزء لا يتجزأ من حياته ، وأن ما يؤثر عليه سلبا أو إيجابا يؤثر عليها ، وبالتالي لها حق في معرفة أمور حياته وما يعتريها ...

2- أن يعلم أنه بآرائه لوحده ستكون آرائه ناقصة ، ولن تكتمل بآراء أصدقاءه وزملائه دون رأي زوجته لأنها ستكون أكثر اهتماما بأموره منهم ولأنها تعلم أن آرائها ستؤثر عليها في المستقبل ولهذا يكون رايها أكثر كمالا..

3- أن يدرك تمام الإدراك أنه مهما كان تفكير زوجتة صغير وآرائها مصيرها الفشل إلا أنها تعيش معه في البيت وتبقى في البيت فترة طويلة ، فقد تبقى أياما ليس لها أحد تتحدث معه ، ومن ثم تكون حاجتها للكلام وإبداء الرأي أكثر إلحاحا ،وهي بذلك أكثر حاجة من الزوج .. وإذا كثر صمتها ومنعت من الحديث وسماع الحديث من الأطراف الأخرى أصابها الإكتئاب ...

والآن نعود إلى الحديث عن النتيجة التي وصل إليها حال هذين الزوجين ....

أعتقد أن الأمور قد بردت بالنسبة للزوج بعد كل هذه الأيام ويجب أن لا تتركه لصمته فقد يكون الشيطان هو من يحادثه ويوسوس له الآن ويوغر صدره عليها ويتنازع مع ضميره ، وهنا وجب عليها أن تدخل لمساندة لضميره ضد الشيطان ..

فعليها أن تختار وقتا هو فارغ فيه لا يحتاج لشيء آخر إلا إليها ، فلا يكون يقرأ أو يكتب أو يريد ان ينام بل فارغ تماما وحبذا بعد أداءه لفريضة الصلاة ثم تأتي إليه وتحتضنه وتقول له حبيبي لقد فكرت فيما حدث وقد آلمتني الصفعة التي صفعتنيها نفسيا أكثر منها جسديا لأني توقعتك أن تعالج المشكلة بنصيحة لكنني سأتجاوز هذه الصفعة لنفتح صفحة جديدة ونتناقش بهدوء عن كل أخطائنا بشرط أن يعترف كل واحد منا بأخطاءه ثم تبدأ هي بالإعتراف ثم الإعتذار ، وإذا قبل الإعتذار ولم يعتذر لا تناقشه ولكنها تبدأ حديثا جديدا ... وتبدأ بتطبيق ماقلته سابقا من أسلوب الحوار معه ...