أيتها الكريمة

يا زوجة الأب ما أقسى حملك... وما أثقل ما ينوء به كاهلك

أولا أقول لك: أعااااااااااانك الله

ومن ثم

قد لا أكون أعرف شيئا عن تفاصيل حياتك.. ولا طبيعة وضعك مع زوجك وأطفاله ووجود أمهن أم عدم وجوده

ولكن في كل الأحوال
يجب أن تكون تقوى الله هي بابك الأول في التعامل مع هؤلاء البنات...وأراك لا تقصرين...

واعلمي إنهن.. وإن لم يتفهن الآن صدقك معهن.. وجهودك العظمى تجاههن.. فالأيام كفيلة أن يكبرن ويقررن لك بفضلك ويشهدن لك بالحق .. ولا ينسى الإنسان من أكرمه إن نسي من أساء إليه

أيتها الكريمة
أما حالك مع والدهن فلا يمكنني الحكم عليه.. لأنني لا أعرف أبعاده.. غير أن ما أحببت قوله أنك يجب أن تكوني أكثر حزما في نقل مشاعرك بالكامل له.. ولا تكتفي بمجرد النظرة في تبرئة نفسك... صحيح أن موقف الصدمة يجعل المرء لا تسعفه كلماته... ولكن في سعة من الوقت يجب أن يكون موقفك مختلفا...

وهذه الطفلة التي رمتك بما رمتك .. يجب أن تجلسي أنت وهي ووالدها في لقاء واحد تجتمعون معا.. وتواجهيها أنت لا أباها بما قالت.. قولي لها أمام أبيها: أنت قلت كذا وكذا وكذا... فما الذي يدفعك لقول هذا؟؟وليكن لك مع أبيها قبل هذا الاجتماع حوار تعرفين ما في نفسه عليك وتوضحين ما في نفسك أمامه.. وواجها الطفلة من بعد - ولا تقولي صغيرة- لأنها مادامت تتلفظ بمثل تلك الكلمات فهي كبيرة كفاية ليصلها التوجيه في هذا الباب...

بيني لها أنك لا تخفين عن أبيها شيئا.. وهو يبين لها كذلك.. ويطلب منها أمامك أن تخبره بأي شيء يضايقها منك...
كما يطلب منك أمامها أن تخبريه بالمثل.. حتى تفهم أنها لن تجد لها مساحة خالية تشعل فيها النار

أيتها الكريمة...
لابد من المواجهة بالقلب الثابت والكلمة الطيبة الراسخة...

وليبق في ذهنك في كل حين أن هذه الطفلة كان يمكنها أن تكون طفلتك.. فتحملي نزقها وغضبها.. وراعي نفسيتها.. ولكن دون أن تتجاوزي عن إصلاح أخلاقياتها والسعي لتقويمها بالقرب منها

أرجو أن أكون أفدت دون إثقال

ودعائي لك.. ولكل زوجة أب ترعى حق الله في أبناء زوجها أن يبرد الله قلبها ويعينها على حملها ويجعل لعملها الخالص أثرا في قلب هؤلاء الأبناء وأبويهم وأهلهم أجمعين


دمت يخير

__________________

	قيثارتي ملئت بأنات الجوى لابد للمكبوت من فيضان