منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - المناهي في الدعاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2003, 12:55 AM
  #3
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  

التفصيل في الدعاء: اعتداء:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك" رواه أحمد، وأبو داود. ولحديثي عبدالله بن مغفل، وسعد بن أبي وقاص السابقين.

النهي عن دعاء المرء على نفسه أو على غيره ظلماً وأنه اعتداء:

قال تعالى: ﴿ ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولاً ﴾ (الإسراء/11). أي: ويَدْعُ المرء المتضجر على نفسه وولده، مثل دعائه رَبَّه بالخير لنفسه، وولده، وهذا من عجلة الإنسان أن يسأل الشَّرَّ كما يسأل الخير. وهذا من الاعتداء في الدعاء. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سلمة، وقد شَقَّ بَصًرٌه، فَأَغْمَضهُ ثم قال: "إن الروح إذا قُبِضَ تبعه البصر" فَضَجَّ ناس من أهله، فقال: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يُؤَمِّنُوْنَ على ما تقولون" ثم قال: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا رب العالمين، وافسح له في قبره ونَوِّرْ لَهُ فيه" رواه مسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه.
وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم". رواه مسلم، وأبو داود، وزاد: "ولا تدعوا على خدمكم". ودعاء الكفار على المسلمين ظلم واعتداء فلا يُستجاب، ولهذا قال البخاري رحمه الله تعالى في :"صحيحه": "11/199200": "باب قول النبي صلى الله عليه و سلم: يُستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا" وساق حديث عائشة رضي الله عنها.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في شرح الترجمة المذكورة: "أَيْ لأنا ندعو عليهم بالحق، وهم يدعون علينا بالظلم" انتهى.
وقال: ويستفاد منه: أن الداعي إذا كان ظالماً على من دعا عليه، لا يستجاب دعاؤه، ويؤيده قوله تعالى: ﴿ وما دعاء الكافرين إلا في ضلال ﴾ انتهى.

النهي عن الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل.." الحديث، رواه مسلم.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها، مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم، مالم يعجل يقول: قد دعوت ودعوت فلم يُستجب لي". رواه الترمذي، الحاكم، وزاد: "أو يدخر له من الأجر مثلها" وصححه، ووافقه الذهبي.

النهي عن تعليق الدعاء وأنه اعتداء:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني فإنه لا مستكره له" متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له" متفق عليه. وفي لفظ لمسلم: "وليعظم الرغبة فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه".

النهي عن استعجال الإجابة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "يستجاب لأحدكم مالم يعجل، يقول: دعوت فلم يُستجب لي" رواه البخاري: 11/140، ومسلم: 4/2095. وفي لفظ لمسلم: "لا يزال يستجاب للعبد مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم مالم يستعجل" قيل: يا رسول الله، ما الاستعجال؟ قال: "يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم أَرَ يستجب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء".
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة، ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجِّل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" رواه أحمد، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم، مالم يعجل يقول: قد دعوت ودعوت فلم يستجب لي" رواه الترمذي، والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي.
وانظر رحمك الله إلى ما ثبت في "الصحيحين"من قنوت النبي صلى الله عليه و سلم على رَعْل وذَكْوان، شَهْراً يدعو عليهم،ففيه من الفقه أن لا يستبطئ الداعي الإجابة،وكيف يا عبدالله لا يستبطئ الواحد الواحد منا الاستجابةوقد سَدَّت طُرُقَهَا معاصينا؟فلا حول ولا قوة إلا بالله.

النهي عن الاستحسار:

الاستحسار: ترك الدعاء تَعَباً ومَلَلاً، قال الله تعالى في مدح ملائكته: ﴿ وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يتسكبرون عن عبادته ولا يستحسرون. يسبحون الليل والنهار لا يفترون ﴾ (الأنبياء/1920). لا يستحسرون، أي: لا يتعبون.
وذكر الزبيدي في: "تاج العروس 11/12" : وفي الحديث: "ادعوا الله ولا تستحسروا" أي :لا تملو انتهى. والأحاديث في النهي عن استبطاء الإجابة، دالة على النهي عن الاستحسار، ولهذا جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رواية له عند مسلم: "قيل: يا رسول الله: ما الاستحسار؟ قال: يقول: قد دعوت فلم يستجب لي: يستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" .