منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - المناهي في الدعاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2003, 12:47 AM
  #1
متفائل
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2003
المشاركات: 70
متفائل غير متصل  
النهي عن هجر الدعاء مطلقاً:

قال الله سبحانه﴿ وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ﴾ (غافر/60).

النهي عن هجر الدعاء حال اليسر والرخاء:

قال الله تعالى: ﴿ وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضُرَّهُ مَرَّ كأن لم يدعنا إلى ضُرِّ مَسَّه ﴾ (يونس/12). ونظائرها في : (الإسراء/67) و(لقمان/32) و(الزمر/8،49) و(فصلت/51).

وهذا خلاف هدي الأنبياء عليهم السلام فهم كما قال تعالى : ﴿ إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين ﴾ (الأنبياء/90). "يدعوننا" أي: يعبدوننا، رغباً في رحمة الله، ورهباً من عذاب الله.

النهي عن العجز والتكاسل عن الدعاء:

مسكين من تكاسل عن الدعاء، فقد سَدَّ على نفسه أبواباً كثيرة من الخير، والعطاء، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، وأبخلهم من بخل بالسلام" رواه أبو يلعى والطبراني وابن حبان، من طريق أبي يعلى. ورواه عبدالغني المقدسي في: الدعاء.

وفي لفظ:"إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأعجز الناس من عجز عن الدعاء".

النهي عن الاعتداء في الدعاء:

قال الله تعالى: ﴿ ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين ﴾ (الأعراف/55).فهذا يعم النهي عن كل اعتداء، وتجاوز في الدعاء،
ومن مشموله: الابتداع في الدعاء على أي وجه كان في: زمان أو مكان، أو مقدار، أو أداء.
وعن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها، فقال: أَيْ بُنَيَّ، سَلِ الله الجنة وتَعَوَّذْ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء". رواه أحمد: 4/87، وأبو داود: 1/169، وابن ماجة: 2/1271. وقال ابن كثير في تفسيره: 2/222: إسناد حسن لا بأس به. وروى ابن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه قال: سمعني أبي، وأنا أقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها، وبهجتها، وكذا، وكذا، وأعوذ بك من النار، وسلاسلها وأغلالها، وكذا وكذا، فقال : يا بُنيَّ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر. رواه أبو داود: 2/161، وأحمد: 1/183.

دعاء غير الله تعالى دعاء عبادة، أو دعاء مسألة:

هذا أبشع أنواع الاعتداء في الدعاء، وهو كفر صريح ناقل عن الملة،موجب للردة، يستتاب فاعله، فإن تاب،وإلا قتل.

والقاعدة: أن صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله، شرك بالله، وكفر به، وفاعله مشرك كافر.

قال الله تعالى : ﴿ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ﴾ (فاطر/14).وقال تعالى: ﴿ قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحداً ﴾ (الجن/20). وقال سبحانه: ﴿ ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون ﴾ (المؤمنون/117). وقال تعالى: ﴿ ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون ﴾ (الأحقاف/5).

وقد أجمع على تحريم ذلك المسلمون، وأنه شرك أكبر.