عذرا أخي الكريم...لن أكون كمن سبق..

ولن أغبطك أو أشفق عليك...

أخي في الله...

أقول أخي في الله...

وليس أوثق من هذا الرباط..

فأرعني انتباهك...

و اقرأ أحرفي بإمعان بل و ما بين السطور...

خذها مني نصيحة صريحة لا أرتجي بها سوى وجه ربي سبحانه...

فاعلم بأنك في منحدر خطير...

واعلم بأنك تسعد شيطانك مرات و مرات و مرات...

أخي..

لا تجعل الشيطان يسخر منك و يعظم توبتك كل ليلة في عينك..

أخي..

قد عبدت ربك في راحة زمنا...

قد رددت و أدّعيت بأنك تحبه أمدا...

والآن...

حان وقت الإختبار...

أتراك حقا تحبه..

أتراك فعلا تؤثره على نفسك و مالك و حياتك كلها؟

أم تراها مجرد كلمات أطلقتها في ساعة راحة و صفاء؟!!!

أخي..

هما طريقان لا ثالث لهما...

إما رضاه أو معصيته...

ستحترق...ستتألم...ستتلوى و ستكتوي بالمعاناة زمنا...ولكن

ان اخترت رضاه...

سيطمئن قلبك وان كنت في بطن الألم...

سترتاح روحك و ان تلاعبت بك أمواج الهموم أمدا...

وان اخترت معصيته و سخطه...

ستموت ضيقا و كمدا و إن ظننت بأنك ترشف عسلا...

أخي..

إياك....ثم إياك....ثم إياك أن تفشل في هذا الإختبار...

أخي..

أري الله منك خيرا و أثبت له بأنه الأول في حياتك...

هو الأول...قبل روحك و هواك و فؤادك...

هو كل شيء....هو كل شيء...هو كل شيء....

أخي..

جاهد نفسك كل يوم وكلما أردت الإتصال بها أو التواصل معها...

تذكر أيا نفس إن المولى مطلّع عليك..واليدان و العينان و الأذنان ستشهدان عليك...

ويوم العرض سيتبرأ منك الشيطان..

و ستتحسرين عند رؤية عباد الرحمن يدخلون الجنان...

أيا نفسك إصمدي و تصبّري..

فليس جزاء الإحسان عند المنان سوى الإحسان..

وعندما تضع رأسك على وسادتك..

وبعد أن تصلي ركعتان..

ردد بيقين...

ربي هذا يوم قد مضى دون أن أعصيك فيه...

أحبك ربي...وكفى بحبك لي أنيسا و معينا...

فليتك تحلو و الحياة مريرة *** و ليتك ترضا و الأنام غضاب

إذا صح منك الود فالكل هيّن *** و كل الذي فوق التراب تراب...


ستتألم...

ولكنك قطعا...ستجد حلاوة ورضا في أعماق أعماقك...

ستتألم...

ولكنك بإذن الكريم...ستأتي يوم القيامة مسرورا فخورا بنفسك...



فاعمل يا رعاك الله لغد آت...

ولا تغمض عينيك عن الحق في سبيل هوى تزول حلاوته بعد لحظات...

و تبقى حسرته إلى ما بعد الممات...

،،

،،

عذرا و عفوا...

عذرا...

لقسوتي و شدة كلماتي...

وعفوا...

فالأعمى نعاتبه إن وقع في حفرة كان يدري مسبقا بأمر وجودها...

و البصير ننهره و نقرّعه إن وقع في حفرة حفرها بنفسه لنفسه!!!

،،

،،

حفظك ربي و وفقك للخير في الدارين