منتدى عالم الأسرة والمجتمع - هل فكرتم في الأبناء ؟!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما تسأل أي شاب : ما مواصفات بنت الحلال التي ترغب في الاقتران بها ؟ يقول : جميلة ، متدينة ، من عائلة معروفة ...

وإذا سألت أي فتاة : ما مواصفات ابن الحلال الذي تحلمين أن يكون زوجاً لك ؟ تقول : وسيم ، قوي الشخصية ، ذو منصب وثري ولكنهما ، الفتي والفتاة ، للأسف الشديد يغفلان جزءاً مهماً وأساسياً هو ( أن تكون هي أماً ماهرة ) و( أن يكون هو أباً صالحاً ).

الأبناء الطرف الثالث في الحياة الزوجية غالباً ما ينساه المقبلون علي الزواج في زحمة الأولويات والمواصفات ويستدركون هذا الخطأ بعد فوات الأوان .

تؤكد الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أن التخطيط السليم للزواج يعني ضمان مستقبل سعيد وسليم للزوجين وأولادهما فكرياً ونفسياً وصحياً ، ولهذا كان من المهم جداً عند اختيار شريك العمر تحديد المعايير التي تكشف وتبين : هل هذا الرجل يصلح لأن يكون أباً ؟ وهل هذه الفتاة جديرة بأن تصبح أماً ؟

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ، ما صفات وشروط الوالدية السليمة ؟ وكيف نكتشفها في مرحلة متقدمة في رحلة الإقدام علي الزواج ؟

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/029.gif

فيما يخص الفتاة

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/031.gif

الأم مدرسة

يقول الشاعر ( الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق ) ، ولا يقصد بالأم المثقفة هنا الحاصلة علي أعلي درجات السلم التعليمي ، ولكن أن تكون حاصلة علي قدر لا بأس به من التعليم والثقافة بما يؤهلها لأن تكون واعية بتربية أبنائها وتنشئتهم التنشئة السليمة ، فلقد أكدت الدراسات أن الأم المتعلمة أكثر إدراكاً لاحتياجات طفلها النفسية والعاطفية وكذلك الغذائية ، كما أنها أكثر اهتماماً بنظافة أبنائها وبالبيئة المحيطة بهم بما ينعكس إيجابياً علي صحتهم ، في حين أن الأم الجاهلة والأمية يكون أبناؤها أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي قد تصل إلي حد الوفاة رغم إمكان علاجها ، وأكثر ميلاً إلي الإصابة بسوء التغذية لارتباط مفهوم الصحة لديها بالبدانة ، فضلاً عن أنهم أكثر تعرضاً للتأخر الدراسي ، ولكن كيف يدرك الرجل أن زوجة المستقبل مثقفة وواعية بأصول التربية أو جاهلة بها ؟

عن الحكم علي ذلك يكون بمعرفة مستواها التعليمي أولاً ومن ثم سؤالها بشكل غير مباشر عن اهتماماتها بالأطفال وأساليب تربيتهم ، وهل قرأت كتباً في هذا المجال أو لا ؟ والبحث في أصول تربيتها ونشأتها داخل أسرتها .

ربة بيت ماهرة

لعل هذه الصفة تتكامل مع الصفة الخاصة بثقافة الأم ، فربما تكون الأم متعلمة ومثقفة لكنها غير مبالية بتربية أبنائها أو إدارة بيتها ، فإدارة البيت وتربية الأطفال صارت فناً من فنون الحياة ، وفي أمريكا تلقي الأمهات دورات تدريبية في فنون التربية لتعرف أنواع الجمال في التربية والإبداع فيها كما يبدع الفنان ، فزوجة المستقبل لابد من أن تكون واعية لمفهوم الأمومة ومسؤولياتها ، بأن تكون أكثر ارتباطاً بأطفالها وقادرة علي منحهم الحب والرعاية لإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية ، وماهرة في إدارة شؤون البيت مما يجعلها تستحق لقب ربة بيت .

ونشير هنا إلي موضوع الخدم والمربيات ، فلا يكاد بيت يخلو منهم في مجتمعنا ، ولكن المشكلة أن الأم تنازلت برضاً واستسلام عن أمومتها لتحل محلها الخادمة والنتيجة طبعاً ضياع الأبناء .

وبصفة عامة يتوقف الأمر هنا علي مدي استعداد أي فتاة للقيام بدورها الأساسي كأم وزوجة أو الاتكال علي الخدم .

ويمكن لأي خاطب ومن خلال تردده لزيارة منزل أهل خطيبته ، أن يعلم ما إذا كانت تعرف أصول الطبخ أم تجهلها ، هل هي مثلاً مدربة علي تقديم أشياء من صنع يدها أو لا ؟ هل تحب الخروج كثيراً أو تفضل الجلوس في البيت ؟ ما عدد الخدم في منزل أسرتها وما مدي الاعتماد عليهم ؟ فكل تلك الأمور تضع زوجة المستقبل في الميزان ، هل هي ربة بيت ماهرة أو كل حياتها ( سيارة ودوام وهاتف نقال ).

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/029.gif

فيما يخص الشاب

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/031.gif

تحمل المسؤولية

أما فيما يخص الرجل فلعل أهم صفة يجب أن يتمتع بها هو أن يكون شخصاً قادراً علي تحمل المسؤولية مسؤولية ، أن يكون زوجاً وأباً ، وذلك من خلال التصدي لمشكلات الأسرة وتوفير ما تحتاج إليه من متطلبات وإشباع حاجات أبنائه ، فهذا من الطبيعي أن يؤثر في الأبناء بحيث أنهم سيتربون وينشأون علي أن يكونوا قادرين علي تحمل المسؤولية ، متعاونين وإيجابيين ، لديهم قدرة علي التعامل مع المواقف المحيطة بهم .

لكن للأسف الشديد تقلص دور الأب بشكل كبير في مجتمعنا ، وأصبحنا نري الزوجة تلعب الدورين : الأب والأم معاً ، بينما هو ينغمس في اجتماعاته الشخصية كالديوانية أو السفر وما إلي ذلك ، ويكفي أن أقول إنه في اجتماع لأولياء الأمور بإحدى مدارس الذكور الابتدائية ، وجهت الدعوة إلي 600 ولي أمر ، فحضر 400 أم و 4 آباء فقط ، وهذا نموذج حي لانحسار دور الأب والاتكالية التي وصل إليها الآباء ، هذا النموذج الاتكالي من شأنه أن يؤثر في الأبناء خاصة في فترات تشكيل الشخصية ، وتكون النتيجة أبناء غير قادرين علي تحمل المسؤولية ، اتكاليين ، مهملين ، غير مبالين ، لا يهتمون باحترام الآخرين ، ليست لديهم القدرة علي التصرف في المواقف التي يواجهونها ، ويمكن للفتاة أن تدرك ما إذا كان خطيبها قادراً علي تحمل المسؤولية أم هو شخص اتكالي ، وذلك من خلال معرفة مدي مشاركته في مصروف البيت مع أسرته ، دوره وأسلوبه مع والديه وأخوته ، مدي التزامه بمواعيده .

هل هو محبوب ومتعاون مع زملائه ؟ هل هو من النوع الذي يشارك ويحب ممارسة الأعمال البسيطة بالمنزل أو لا ؟ فتلك الأمور في الغالب لا تسأل عنها الفتاة رغم أنها تعد مؤشراً واضحاً خلال فترة الخطبة لمفهوم المسؤولية لدي الشاب .

قدوة حسنة

والصفة الثانية التي يجب أن تتوافر في أب المستقبل هي أن يكون قدوة حسنة لأبنائه ، بمعني أن يتمتع بالأخلاق الحسنة ، الصدق ، الصبر ، يصلي ، ويلتزم بتعاليم ربه ، لا يرتكب الفاحشة ، فهذا من شأنه أن يقدم نموذجاً طيباً لأبنائه ليتأثروا به خاصة في فترات تشكيل الشخصية أي خلال السنوات السبع الأولي من عمر الابن .

وهنا نذكر موقف بسيط يتكرر كثيراً وهو أن يكون الأب بالبيت ويرن جرس الهاتف فيخبر الأب ابنه بأن يرد علي المتحدث ويخبره بأنه غير موجود ، وكأنه يقول لابنه صراحة أكذب يا ولدي ..وهذا بلا شك نموذج لسلوك سيئ يمكن أن يصدر عن ولي الأمر ، فالأبناء هم نتاج حتي لنموذج حي هو الأب والأم .

وعموماً تلك الصفات يمكن معرفتها خلال الأيام الأولي للخطبة وبسهولة تامة من خلال حوارات أو مواقف متكررة ، يمكن للفتاة أن تفتعلها وأن تحكم من خلالها ما إذا كان خطيبها يصلح أن يكون قدوة حسنة أم هو نموذج سيئ .

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/029.gif

صفات مشتركة

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/031.gif

التفاهم والتعاون

كما أن هناك صفات أساسية مشتركة يجب تأكيد توافرها في كلا الطرفين مثل التعاون والتفاهم بينهما ، لأن طبيعة العلاقة الزوجية بين الأم والأب تنعكس بصورة غير مباشرة علي سلوك الطفل ، حيث إن التناغم في العلاقات الزوجية والتفاهم بين الزوجين والصداقة والتعاون والتنسيق بينهما من شأنه أن ينعكس علي أسلوب تربية أبنائهما ، فيساعد علي خلق أطفال أسوياء سلوكياً وانفعالياً وفكرياً .

أما العلاقات الزوجية المتوترة وذات المشكلات الحادة فإنها تدفع في العادة إلي استخدام أساليب متسلطة في التربية كالضرب والتوبيخ مما يؤدي إلي جنوح في السلوك حيث يكون الأبناء أكثر عدوانية وعنفاً ويحملون وجهة نظر سلبية عن العالم ، أو انعزاليين وانطوائيين يفقدون الثقة بالناس .

والتفاهم والتعاون بين الزوجين يمكن إدراكه خلال فترة الخطبة ، حيث يمكن لأحد الطرفين أن يعلم ما إذا كان الطرف الثاني متوافقاً مع ميوله واهتماماته وطباعه أم لا ، قام الزواج وأصبحت الخلافات أمراً واقعاً فعلي الزوجين محاولة تجنب إظهارها أمام الأطفال علي الأقل .

سلامة الصحة

لعل من أهم أسباب الزواج هو الرغبة في الإنجاب ، وهذا الميل الفطري موجود لدي أي زوجين .

ولكن لإنجاب طفل سليم صحياً أنصح بإجراء الفحص الطبي والفحوصات اللازمة قبل الزواج خاصة إذا كان الزوجان من الأقارب ، وذلك للتأكد من خلوهما من الأمراض الوراثية التي من الممكن أن تنتقل إلي الأبناء مما يترك أثراً سلبياً في الطفل وفيهما يلازمهم طوال حياتهم الزوجية ، فقد يحتاج الأمر إلي علاج مبكر لأحد الزوجين أو متابعة طبية دقيقة تضمن لهما إنجاب أبناء أصحاء .

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/029.gif

كلمة أخيرة نوجهها إلي كل شاب وفتاة وهي التأني والتروي في اختيار شريك العمر ضماناً للاستمرار ، فالزواج ليس متعة وحرية بقدر ما هو مسؤولية والتزام ، والأبناء هم فلذات أكبادنا وامتدادنا من بعدنا ، وواجبنا أن نحسن تربيتهم وتنشئتهم لنصل بهم إلي بر الأمان .

منقول مع التصرف ... المصدر: مجلة الفرحة