الحوار الهادئ بين الزوجين له طعم خاص ونكهة عجيبة ومن ذاق عرف!
وبحمد الله بعد أن عقدت على زوجتي دار بيني وبينها عدة حوارات, فاستللت منها ما هو مفيد لروّاد هذا المنتدى المبارك وسطرته في هذه الكلمات..
طبعاً بعد أن عرضت الموضوع على زوجتي الحبيبة وأخذ الإذن منها, حتى تشاركني في الأجر, حيث كان لها القدح المعلى في هذا الحوار...
قالت الغالية: الزوجة لابد أن توافق زوجها في الرأي؟
قلت: لا. هذا ليس بشرط. قد يكون رأي الزوجة هو الأفضل وهو السديد, وهنا على الزوج أن يتنازل عن رأيه لرأيها.
قالت: اختلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية


قالت الغالية: ما هي الصفات والأمور التي تحبها أن تكون في زوجتك؟
قلت: أنا من قبل أن أخطبك وضعت لنفسي بعض القواعد المهمة, والتي أرى أن على كل رجل اتباعها في اختيار شريكة حياته.
قالت: وما هي هذه القواعد؟
قلت: القاعدة الأولى: (اظفر بذات الدين تربت يداك) وهذه وصية نبوية.. وبحمد الله وجدت هذه القاعدة قد انطبقت عليك, فقد سمعت عنك كل خير.. حافظة للقرآن.. ومعلمة للقرآن.. وأنك صاحبة أخلاق عالية.. وأن لباسك محتشم.
القاعدة الثانية: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) وهذه وصية نبوية أخرى.. والحمد لله قد نظرت فسرني ما رأيت.
قالت: حينما رأيتني هل أخذت وقتاً للتفكير؟
قلت: لا. لأني في الأصل ما أتيتك إلا وعندي قناعة تامة بأنك ستملئي عيني لأني قد أرسلت إليك الرسل قبل المجيء وأتوني بالأخبار السارة.. ولم يكن طلبي للنظرة الشرعية إلا من باب امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
القاعدة الثالثة: (تزوجوا الودود الولود).
القاعدة الرابعة: (هلا بكراً تداعبها وتداعبك).
ثم قلت لها بعد هذه القواعد الشرعية من الموافقات الجميلة أن الفارق العمري بيني وبينك يسير.. فقد بلغنا الثلاثين.. وهذا في نظري سيجعلنا نهتم أكثر بحياتنا الزوجية.
قالت حبيبتي: ولم؟
قلت: لأن أفكارنا غالباً ستكون متقاربة.. ولأننا اكتوينا بنار العزوبية.. فمن قبل حينما كنت في العشرينات كنت أنظر للزواج أنه متعة ولذة وشهوة.. لكن بعد أن بلغت الثلاثين شعرت أني أفتقد شيئاً في حياتي.. افتقدت السكون والطمأنينة وراحة البال لأن القرآن عبر عن الزوجة بأنها سكن للزوج.. والسكون ضده الاضطراب والقلق والحيرة.. الخ.
ثم قلت لزوجتي الغالية من باب إدخال السرور عليها: من الموافقات اللطيفة أن اسمي يبدأ بحرف (العين) واسمك يبدأ بحرف (الغين) وهما حرفان متتاليان متشابهان.
هنا ضحكت زوجتي... وكانت ضحكتها أحب إليّ من الماء البارد في اليوم الصائف.


قالت الحبيبة: ما هي الأمور التي تكرهها؟
قلت: كثرة الخروج من البيت ونقل الكلام بين النساء.
قالت: لا سمح الله لو حصلت مشكلة بيني وبين إحدى النساء من أهل بيتك كيف سيكون موقفك؟
قلت: أسمع منك وأسمع منها ثم ننظر من المخطئ ثم نقوم بمعالجة الخطأ. ومن الخطأ أن نعالج الخطأ بالخطأ. فقد جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام كان عند عائشة رضي الله عنها وكانت ليلتها وبينما هو معها إذ يدخل أنس رضي الله عنه حاملاً صحفة فيها طعام أرسلته حفصة رضي الله عنها إلى نبينا عليه الصلاة والسلام عندها تكفت عائشة الصحفة فسقط الطعام وانكسرت الصحفة..
ماذا كان موقف النبي صلى الله عليه وسلم؟ هل رفع صوته أو سوطه؟! لا وألف لا.
بكل أدب وحسن خلق يلملم ما سقط من الطعام وهو يقول غارت أمكم..غارت أمكم.. ثم أمر بصحفة أخرى وضع فيها الطعام وأرسل إلى حفصة وقال صحفة بصحفة وطعام بطعام.
قالت: لو حصل خلاف بيني وبينك كيف نتصرف؟قلت: لو حصل هذا بيننا – أسأل الله أن لا يكون – لابد أن يكون خلافنا داخل البيت ونحاول أن نحل مشاكلنا بأنفسنا حتى لا نشغل غيرنا بنا.
فلو كان الحق معك عليّ أن أقبله, وإن كان معي عليك بقبوله, ولا خير فينا إن لم نقبل الحق.
قالت: هل الحب بين الزوجين يكون قبل الزواج أو بعده؟قلت: سأحدثك عن نفسي. أما أنت فقد وقعتي في قلبي يوم أن نظرت إليك. وكل ما تقدمنا خطوة في مشروع الزواج ازداد هذا الحب, وبعد أن عقدت عليك ليس هناك أبلغ من قول الحق تبارك وتعالى{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة}.

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

أقل ما يقال عنه أنه حوار العقل و القلب
اسأل الله أن يحفظكما و يملأ بيتكما بالسعادة و الرضا و الخير

هذا الفكر يجب أن نزرعه في الجميع