منتدى عالم الأسرة والمجتمع - "التحرش الجنسى" مرض نفسى

بسم الله الرحمن الرحيم
هل تساءلت من قبل لماذا يلجأ بعض الشباب للتحرش بالفتيات جنسيا؟
هل تساءلت لماذا تتملك بعضهم الجرأة على هذا الفعل المشين؟

أجيب على هذه الأسئلة بتحليل نفسى بسيط ومختصر وأرجو ممن له خبرة بالطب النفسى التعليق على كلامى

1-كانت المرأة لها وقار واحترام كبير فى الأجيال السابقة...فلماذا أنهار فى هذا الجيل؟

-الأجابة بسيطة وأختصرها فى كلمتين "الفساد الأعلامى"
قد رأينا فى بعض الأعمال السينمائية والتليفزيونية مايسمى بمشاهد الأغراء والتى تتباهى بها بعض الممثلات والمغنيات دون حياء وكأنهن لا يدركن معنى هذه الكلمة
فبطبيعة خلق الانسان أن يتزوج وتكون هناك خطوات لأتمام العلاقة الزوجية وهى التودد ثم الاغراء ثم تفريغ الطاقة الناتجة عن هذا الاغراء بالجماع

أما ما نراه على التلفاز فمعاداة للطبيعة البشرية
فالممثلات يستعرضن أجسادهن وقد أنتزعن أبرز صفات الأنوثة من أخلاقهن (الحياء)
وبالتالى ماذا تتوقع من شباب يشاهد هذا وقد أختل فكره بما رآه
فقد أثير بالفعل بما رأى ولكن أين تفرغ هذه الطاقة؟ فالطاقة لاتفنى
النتيجة الطبيعية هى إنتشار الفساد وقد حدث -->إنتشار العادة السرية وإرتفاع معلات الأغتصاب و الزنا

2-وتولد عنها أيضا نوعا من الحقد والبغض تجاه المرأة , فقل مستوى المرأة فى نظر الشباب الذى مازال فى طور الأدراك و فهم الشخصيات مما عمم الفكرة التى يراها عنهن فى التلفاز على جميع من يراهن
حتى وإن رأى فتاة محترمة فإنه يخيل لنفسه أنها لئيمة كما قال الفيلم الفلانى والقصة العلانى
فأزداد الفساد ونتيجته -->خداع الفتيات والوعود الكاذبة بالزواج وهذا كنوع من الأنتقام من الجنس الناعم لهذه الأسباب الوهمية فى عقله والتى تسبب فيها وأعذرونى فى اللفظ "الفتيات الرخيصة" التى تقدم هذه الأعمال
فهؤلاء قتلوا نظرة المجتمع للمرأة ولكثرة إستعراضهن وتباهيهن أصبحت الفكرة السائدة أن المرأة "جثة" أو "جسد جميل" لا أكثر وأنهارت كل فكرة أخرى أنها الأم المكافحة والزوجة المناضلة والأخت العطوفة والأبنة البارة

3-من وجهة نظرى يفترض أن الأفلام والمسلسلات أعمال تعليمية وليس مجال لعرض قضايا المجتمع فكيف يعقل أن تعرض على مجتمع مشاكله بل هى حجة لتبرير ما يقدمونه من وسائل لجذب الشباب لمشاهدة هذه الأعمال ولكنها تعليمية خاصة أن معظم جمهور هذه الأعمال هم أطفال لا يخضعون لرقابة الأهل فماذا تتوقع أن تصبح أخلاق شاب تربى وهو يرى مشاهد التحرش "الكوميدية" فى السينما

4-بالطبع ليس التليفزيون فقط بل هناك أيضا الأنترنت الذى أصبح يجذب عدد كبير من الشباب و يتحول لمادة سامة خاصة إذا كان الشاب وحيدا أمامه

5-إلقاء اللوم دائما وأبدا على الفتاة إذا تحرش شاب ما بها وتصبح عرضة للإتهامات بأنها هى الغير محترمة وأنها من أثارته
فكيف نتوقع ألا يتجرأ المنحرفون على هذا الفعل وهم ضامنون أن اللوم على أخطائهم سيقع على الفتاة؟
ولماذا أنتشر بيننا أن الدين يقول أن الفتاة يجب أن تحتشم بينما أهملنا غض البصر؟
ولماذا تجاهلنا أن حتى لو الفتاة مخطئة فهذا لا يبرر التحرش؟
علينا إذن بإصلاح بعض مفاهيمنا

6-الصحبة السيئة ذات أثر فعال فبعض الشباب إن لاموا أصدقائهم على مضايقتهم لفتاة ما يكون رده "هى اللى عايزه كده" ويقنعون بعضهم بما يحبون أن يقتنعوا به وهذا نوع أخر من تبرير الأخطاء
والصديق مرآة صديقه فعندما يرى الشاب حال أصدقائة فقد أجتمع عليه شياطين الجن والأنس ونفسه الأمارة بالسوء وهذا يجعل الضمير لا يشكل تحديا بالنسبة لهم

7-التحرش لا يرضى ذلك الكبت بأى شكل من الأشكال بل هو نوع من الأنتقام إرضاء للمرض الذى خلقه الفساد الاعلامى داخلهم ومن ناحية أخرى يعتبره البعض "مزاحا" أو "ترويح عن النفس"

ومجمل هذا الكلام أن ما سببه الفساد الإعلامى خلال العقود السابقة أدى إلى تراكم مجموعة من التعقيدات النفسية لدى الشباب الصالح
وأعطى مبررا لأخطاء الشباب الطالح
ويسر سبل الفساد للمترددين بين الدين والدنيا

أرحب بنقاش الموضوع أو نقله لمنتدى أخر