منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   كتاب المنتدى (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=49)
-   -   [قسم مساحة فكر] كنت أكرهها وأصبحت أحبها وأبحث عنها (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=221622)

(أم جمانة) 05-03-2011 06:12 PM

[قسم مساحة فكر] كنت أكرهها وأصبحت أحبها وأبحث عنها
 




تفضلي يامدام في غرفة الإنتظار حتى يحين دورك

فأنت رقمك الــ 19

والأن عند الطبيبة المريض رقم 6

0
0
0

كم أكررررررررره مثل هذه العبارات التي تشعرني بالإختناق

وتجعلني أجر الخطى متثاقلة لغرفة الإنتظار وكأني أدخل غرفة التعذيب


فساعات الإنتظار أعتبرها سرقة من عمري توقفني عن أداء المهام المتكدسة التي تنتظرني

فأنا أجلس وأنا متوترة وعيناي تلف وتدور في هذه وتلك وفي الغادي والجاي

ممللت التملل بجلستي وتحريك نفسي يمنة ويسر من كثر تعب جلوس الإنتظار
0
0
0

أفكر بنفسي : كان بإمكاني الأن أن أنهيت تدريس إبنتي

وربما كنت انجزت تنظيف المطبخ

بل بالتأكيد كان بإمكاني أن أنهيت كي الغسيل المملوء في السلال

0
0
0

أووووف كم يزيدني هذا التفكير تعذيباً و مقتاً وكرهاً للإنتظار

قلبت المجلات الموجودة على الطاولة حتى انهيتها

أخذت جوالي وعبثت بما فيه لأمرر الوقت

حادثت من تجلس بجنبي حتى جاء دورها ورحلت

وأنتظر وأنتظر حتى أصاب بالخمول والكسل وأشعر بالنعاس

وأشعر بالدقائق تمر طويلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة وكأنها حبل يقيدني

0
0
0

وماأن تعلن الممرضة نداء اسمي الموقر حتى أهب حامدة الله شاكرة من فرحتي وأسارع الخطوات للخروج من غرفة التعذيب

0
0
0
0
0


مع الأيام قرأت مواضيع عن كيفية الإستفادة من ساعات الإنتظار وبتنا نجد ملصقات في حجرات التعذيب تذكرك بقضاء دقائق الإنتظار بالإستغفار


فتفتحت مداركي ولفتت نظري لأشياء مهمة كنت غافلة عنها

نعم والله فكلاً منّا ماأن يدخل بيته أو مقر عمله حتى ينشغل بمهامه ومسئولياته وبمشاغل الدنيا

فتجدنا نجري ونلهث لنعمل هذا ونخلص هذا وهذا يريد وتلك تريد

حتى الصلاة نصليها ونحن نفكر في أنه بقي أن أفعل كذا وكذا وأحضر كذا وأعمل كذا

وقد لانجد وقتاً حتى لقول الأذكار بعد الصلاة فما ان ننتهي من التسليم حتى نهب جرياً للمطبخ ونكمل الأذكار في الطريق هذا إذا لم أنسى كعادتي إكمالها لإنشغالي

فكرت كيف أن بالفعل أوقات الإنتظار كنز ثمين لنا

0
0
0
شعرت كأن ساعة الزمن تقف عند بدأ الإنتظار وكانها تقول لي :

( هذه دقائق لكِ لتخلي فيها بنفسك وترتاحي من عناء اللهاث والتعب خلف الدنيا

هذه دقائق كواحة غناء لكِ تريدك أن ترتعي فيها بالخلو بخالقك وأن تعوضي فيها تقصيرك في بقية الأيام)
0
0

وبالفعل والله أصبحت إذا أردت الذهاب لمكان سيكون فيه انتظار

اجهز في شنطتي أحياناً قرأني أو أنزله في جوالي لسهولة حمله وأحياناً أحمل معي الكتاب الذي جذبني عنوانه واشتريته وللان مهجور في رف البيت لم أجد الوقت لقراءته
أصبحت في ساعات الإنتظار أستغفر وأسبح الله بالمئات
وتارة أدعوا وتارة أراجع بعض سور القرأن التي أحفظها
وتارة اقرأ القرأن وتارة اقرأ كتاب


أما السبحة فهي لاتكاد تفارق شنطتي فأنا أحملها في كل مكان حتى وأنا في السوق
حتى وأنا أنتظر ابنتي عند كل لعبة في الملاهي حتى تنتهي منها
أو في السيارة في طريق ذهابي لأي مشوار فأنا أستغل الدقائق للأذكار

0
0
0

وهكذا بعد أن كنت أكره تلك الساعات والدقائق أصبحت الأن أحبها وأبحث عنها بعد أن عرفت قيمتها
0
0

أصبحت إن قالت الممرضة تفضلي لغرفة الإنتظار انتشي فرحاً وأنا أسارع الخطى للدخول وأنا أقلب في شنطتي لأبحث عن عدتي لذكر ربي

0
0
0

وهكذا أصبحت لااشعر بتلك الدقائق بل أنها أصبحت سريعة وتنتهي بسرعة

0
0


تنادي الممرضة اسمي فقد حان دوري .....فأقتضب وأنا أشعر أني ماشبعت وماارتويت من تلك االحجرة
التي بعد أن كانت غرفة تعذيب أصبحت واحة راحة وذكر وتسبيح
0
0
0
0
0
0


وكما تعلمون أيها الكرام أن عبادة الذكر والإستغفار لاتحتاج لمجهود ولالوضوء ولا لإستقبال القبلة

بل حيث ماكنت وبأي حالي يمكنك قولها وبالتأكيد تعرفون فضلها الذي قال عنه الذي لاينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام:

(( ألا أنبئكم بخير اعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم , وخير لكم من انفاق الذهب والفضه , وخير لكم من ان تلقوا عدوكم , فتضربوا أعناقهم , ويضربو ا أعناقكم ,؟ قالوا بلى قال ذكر الله تعالى ))
رواه الترمذي

فياسبحان الله ما أن أعود بيتي إلا وأنا محملة بالأجور الكبيرة التي ترفع بإذن الله درجاتي وتعم نفسي وبيتي بالخير والسعادة والهدوء والسكينة

0
0
0

وأكمل بعدها جرياني في عجلة الحياة ومشاغلها وأنا متشوقة لساعات الإنتظار المقبلة لأتنفس فيها الصعداء.
0
0
0
0



أم جمانة

http://farm3.static.flickr.com/2539/...bca2d519d7.jpg

الشتاء الدافئ 05-03-2011 06:51 PM

كلام رائع ولفتة غفل عنها الكثير
جزاك الله خيرا
ساعمل باالنصيحة ان شاء الله

البليغ 05-03-2011 07:12 PM

أوقات الانتظار في المستشفيات أو المطارات أو خلال الطيران أو زحام الطريق وغيرها هي أوقات توزن بالذهب لإكمال ما لم نستطع إنجازه مع فوران الحياة المتسارع ودورتها.
هذا الوقت جميل للقراءة، جميل للذكر، جميل للاستغفار،....

عاشقة الغالي 05-03-2011 07:23 PM

جزاك الله خير راائع

ميسم4 05-03-2011 08:32 PM

الله يجعل كل حرف كتبتيه وكل تطبيق لما تحتويه اسطرك الرائعة في ميزان حسناتك.

موهبة الكويت 05-03-2011 09:07 PM

جزاك الله كل خير

سحابة الصحراء 05-03-2011 09:21 PM

رائعة افكارك كروعتك اختي ام جمانة ودائما موضوعاتك مفيدة
وفعلا مره كنت عندي جلسات علاج طبيعي عددها ثمانية ومدة الجلسة نصف ساعة
وكانت الجلسة الأولى ملل ومافي شي مافكرت فيه ولكن تداركت الجلسات الباقية
فمره معي مصحف وجلست اتلو منه آيات ومره كتاب مفيد وهكذا بقية الجلسات فلم احس بالوقت ابدا

سحابة الصحراء 05-03-2011 09:22 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحابة الصحراء (المشاركة 2582137)
رائعة افكارك كروعتك اختي ام جمانة ودائما موضوعاتك مفيدة
وفعلا مره كنت عندي جلسات علاج طبيعي عددها ثمانية ومدة الجلسة نصف ساعة
وكانت الجلسة الأولى ملل ومافي شي مافكرت فيه ولكن تداركت الجلسات الباقية
فمره معي مصحف وجلست اتلو منه آيات ومره كتاب مفيد وهكذا بقية الجلسات فلم احس بالوقت ابدا

ويجب علينا استغلال تلك الاوقات المحسوبة من عمرنا

أم داليا 05-03-2011 10:21 PM

ها قد عاد قلم أم جمانة العفوي المنمقة كلماته ..
أصدقك القول كلما أنهيت أشغالي أمر على مجلسك ..
لان كلماتك صادقة ..
و أقول متى ستكتب لنا أم جمانة جديدها ..
و لم أصدق عيناي عندما رأيت معرفك تحت عنوان "كنت أكرهها و أصبحت أحبها و أبحث عنها"
ظننتها مشكلة زوجية تستدعي النقل !!
الحمد لله .. الانتظار ليس فقط في غرف التعذيب ..
بل في كل مناحي الحياة .. إنتظار النجاح .. التخرج .. الزواج .. الانجاب .. الوظيفة .. الفرج
و إنتظار الفرج عبادة نثاب عليها ..
بارك الله لامة محمد في أوقاتها و نفعها بها ..
و نفع بك غاليتي .........

انثى ابكت القمر 05-03-2011 11:04 PM

جزاك الله خير قلم كتب فأبدع الله ينور قلبك وقلوبنا


الساعة الآن 08:04 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©