بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

الحديث المثير بين الزوجين



خرجت حاجاً، حتى إذا كنت بمنى إذا بجماعة على جبل من تلك الجبال، فصعدت إليهم فإذا فيهم فتى أبيض حسن الوجه، وقد علاه الصفار، وبدنه ناحل، وهم يمسكونه - يتابع الشيخ النجدي حكايته - قلت لهم : مالكم تمسكونه؟ قالوا : نخاف أن يجني على نفسه جناية تتلفه، وأنا أسمعه يقول لهم : دعوني أتنسم صبا نجد، قلت : من هذا؟

قالوا : قيس بن الملوح، مجنون ليلى النجدية، ثم قال لي بعضهم : أنه لا يعرفك، فلو دنوت منه فأخبرته أنك قد قدمت من نجد وأخبرته عنها؟ فدنوت منه، فقالوا : يا قيس هذا رجل قدم من نجد، فتنفس قيس حتى ظننت أن كبده تصدعت، ثم جعل يسألني عن موضع موضع في نجد، وواد واد فيها، وأنا أخبره وهو يبكي .

لكي تجذب الزوجة انتباه الزوج إليها وإلى حديثها ينبغي أن تتحدث عن الأمور والمواضيع التي يحبها الزوج، وسيكون الحديث مثيراً بين الإثنين وسيشعر الزوج بمتعة الحديث مع زوجته.

يقول نوفل : رأيت مجنون ليلى يلعب بالتراب عارياً، وقد فقد عقله كما يقولون فدنوت منه فكلمته، فأجابني عن موضوع آخر، فقال لي رجل من أهله : إن أردت أن يكلمك كلاماً صحيحاً فاذكر له ليلى، فقلت له أتحب ليلى؟ قال : نعم، قلت : فحدثني عنها، فجعل قيس ينشده شعره فيها، وأطال الحديث معه .

إن تلمس المواضيع التي تثير اهتمام الزوج تجعل من حديث الزوجة متعة يشعر بها الزوج، ولو كان صاداً لا يريد الكلام فإنه سينجذب كالحديد نحو المغناطيس، وسيشعر بالإرتياح.

إن هذا النوع من الحديث يجمع القلوب حولك. عندما أرسل الله تعالى موسى عليه السلام إلى الفراعنة، كان السحر وخوارق العادات هو الذي يثير اهتمامهم، فكانت آية موسى العصى التي تحولت إلى ثعبان عظيم، هذه الآية المثيرة هي التي حققت مراد موسى، وجمعت كل أهل مصر على اختلاف طبقاتهم في الساحة الكبرى في يوم عيدهم وأظهرت نبوة موسى عليه السلام .

وكذا النبي صلى الله عليه وسلم أتى إلى العرب - الذين شغلتهم البلاغة في مجالسهم ونواديهم، وفرحهم وترحهم، وحربهم وسلمهم، فأتاهم بما يأخذ قلوبهم ويأسر عقولهم وهو القرآن البليغ، فأخذوا يتواصون فيما بينهم بعدم سماعه، وكل من يدخل مكة يحذرونه من الاستماع إليه، فكان أحدهم يجعل القطن في أذنه لئلا يسمع القرآن، هذا أبو جهل أشد الناس عداوة للنبي صلى الله عليه وسلم عندما دخل عليه الليل لم يستطع المكث في بيته دون أن يستمع إلى القرآن، فخرج إلى حيث يصلي النبي صلى الله عليه وسلم فجلس منه مجلساً لا يراه أحد وهو يستمع إليه، وكذا فعل أبو سفيان والأخنس بن شريق في نفس الليلة، وكل منهم لا يعلم بمكان صاحبه، ما الذي جمعهم حول من نصبوا له العداوة؟ هو هذا الذي أثار اهتمامهم، هذا الأمر ربما يجعل الزوج يغير رأيه في أمور كثيرة لا تستطيع الزوجة أن تحظى به لولاه، ذهب النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية لأداء العمرة، فأرسلت قريش رجلاً من بني كنانة ممثلاً لها للتفاوض مع النبي صلى الله عليه وسلم ولصده عن أداء العمرة، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم - وكان صلى الله عليه وسلم خارق الذكاء، يعرف كيف يدخل على النفوس، قال للصحابة وعددهم ألف وأربعمائة : هذا .. من قوم يعظمون البدن «أي الإبل والغنم التي ستذبح لله تعالى في الحرم» فأبعثوها أمامه، فكان هذا مما يثير اهتمام الكناني، ويكسب قلبه وعاطفته، ففعل الصحابة ذلك، فرجع الكناني إلى قريش ولم يفاوض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ما المانع أن تتلمس الزوجة هوايات الزوج، وما يثير الحديث معه، من صيد أو أنواع السمك أو غير ذلك، ثم تجمع المعلومات المتعلقة به سواء من أختها أو قريبها أو تشتري كتاباً يتكلم عنه، وليس سيئاً أن تقضي بعضاً من الوقت في قراءته، ثم تطرحه على الزوج، فها هي تشتري كتباً تتعلق بعملها وتقضي فيه الساعات من أجل حفنة من المال، فالحياة الأسرية أحوج إليها بدلاً من أن تحدث معه عن مسؤولتها في العمل، أو عن ابن أخيها مما يثير امتعاض الزوج، ويتمنى أن لو أكرمته بالسكوت، وعلى الزوج أن يفعل كما فعلت الزوجة.
منقول

تلمس احتياجات الآخر .. والسير على نفس الخطوات التي يحب ..

لهو أهم ابواب السعادة الزوجية ... وهناك تقف الخصومات ..

وأؤكد أنه من الضروري والضروري جدا أن يكون ذلك التلمس متبادلاً من الطرفين ..

لا لشيء ... وإنما لااستمرارية ذلك التلمس الذي يجعل من السعادة خطأً ممتداً لا نهاية له إن شاء الله


قلمي حقيقة عجز عن شكرك أخي الكريم " الجروح "

لأن أنقولاتك راقية .. وثابتة .. ونقية ...

نتمنَّى من الجميع السير على هذا المنوال .. فبه نرقى ونرتقي .. ونفيد ونستفيد إن شاء الله

تقبل فائق احترامي وتقديري ؛؛