![]() |
للمخلص الذي يخاف على نيته ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحسن الله إليكم يا شيخ، بالنسبة للحديث الأول ( إنما الأعمال بالنيات ) لأهمية هذا الموضوع في كل أعمال العبد، بإخلاص النية، قد يبدأ الإنسان بنية خالصة، ويستمر على ذلك، ولكن للأسف يجد مديح كثير ممن حوله، أود توجيه إلى طرفين : الطرف الأول : المخلص الذي بدأ العمل مخلصاً كيف يحافظ على هذا الإخلاص، مهما سمع من مديح . والطرف الآخر : هل يمكن توجيه الناس إذا رأوا الحسن من العمل، ما الواجب تجاه ذلك أن المبالغة في المديح قد تؤثر على عمل أخوهم المسلم، ونفس الأمر كذلك إذا رأيت فيه حسن دعوا بظاهر الغيب مثلا، ثم لو سمحت هل من كتاب تنصحني بقراءته حول النية والإخلاص فيها والمحافظة عليها دون إلحاح مني في ذلك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؟ نعم هذا مر اثناء الكلام بأن الإنسان أحياناًَ إذا جاءته مؤثرات خارجية لعمله مثل الثناء والمديح قد تنحرف بنيته، فهذا عليه أن يعالج نيته، وقد يكون هذا من باب الابتلاء لهذا الإنسان، قد تنحرف به نيتهن يمينًا أو يسارًا في عمله، مثل ما مثلنا بالقارئ الذي رزق حسن الصوت؛ فيخشى مع الاستمرار أن تنحرف النية، فمثل هذا عليه معالجة النية بين وقت وآخر، ومثل ما قلنا بالإرشاد الذي أرشد به النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا حس الإنسان بتغير في النية، أو بتسلل الشيطان إلى قلبه يقول: ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما تعلم ولا أعلم ) . أيضاً هذا الذي أعطي عملاً جيداً بصلاة أو قراءة، أو صيام أو غيره أو علم عنه الناس، فعلى إخوانه المسلمين مثل ما ذكرت الأخت الفاضلة ألا يبالغوا في الثناء، لئلا يكون هذا عونا للشيطان، لكن يدعون له بظهر الغيب، يشجعونه لا بأس بالتنبيه على أخطائه بالأسلوب المناسب، ويعني لأجل أن يكون الناس عوناً لهذا الإنسان على عمله الطيب، لكن لا يعني هذا أنهم لا يثنون عليه ، لا ، يثنون عليه؛ لأن الثناء قد يكون أسلوب تشجيع كما أشرنا . أما كتاب حول النية فمن أجود من كتب الحافظ ابن حجر -حفظه الله- في شرح إنما الأعمال بالنيات في كتاب فتح الباري، كذلك في رسالة لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حول الإخلاص وأعمال القلوب ، يعني تسمى أحياناً الرسالة التبوكية، وأحياناً تسمى أعمال القلوب، حسب طبعاتها . كذلك الحفاظ ابن رجب في شرحه في جامع العلوم والحكم، إنما الأعمال بالنيات، كذلك في مختصر تفسير القاصدين لابن قدامة المقدسي، تكلم عن الإخلاص كلام طيب ، جمع بعض النصوص . يسألان عن الإمام الذي يقرأ الصوت أو القارئ الذي يقرأ الصوت في المسجد وصوته حسن ولا ينوي الرياء لكن يخشى إن استمر على هذا العمل أن يصاب بالرياء هذه الخشية ينبغي ألا تستولى على الإنسان في أعماله الصالحة، وهذا سؤال جيد، دائماً الشيطان يحاول أن يدخل على الإنسان، فإذا عجز أصبح يوهمه في أعمال مستقبلية، فأخشى أن يكون كذا ثم يقعده عن العمل، فينبغي في العمل الصالح ألا تأتي الخشية، لكن لا يعني هذا أن يغفل المسلم، وإنما يعالج النية بين وقت وآخر، فإذا حس الإنسان من نفسه تسلسل أو تسلل النية الخاطئة، فيعالج هذه النية، ولذلك علمنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما يخشى الإنسان تسلل هذه النية الفاسدة أن يقول: اللهم إني أعوذ بك ماذا ؟ أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما تعلم ولا أعلم، فهذا يذهب عنه ما يجد من تسلل نية الرياء ونحوها . هل يترك الإنسان فضائل الأعمال خوفاً من الرياء ؟ إذا تركها خوفاُ من الرياء معناه ترك العمل لغير الله، فيعمل الفضائل ويعالج نيته فلا يترك العمل خوفاً من كلام الناس ومدح الناس، وإنما إذا تركهم معناه تركه من أجل الناس، فلا يترك الفضائل ويعمل ويواصل ويعالج نيته والله يوفقه - سبحانه وتعالى - . تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أوضحتم معنى عاجل بشرى المؤمن، لكن ماذا لو أن تلك البشرى تسببت في إدخال العجب إلى نفس الشخص، أيكون ذلك محبط للعمل إذا تمكن العجب، عجب الإنسان بنفسه فلا شك أنه محبط للعمل، لكن إذا أحس الإنسان في بداية هذا العجب بأن يعالجه وعلاجه بدعاء الله - سبحانه وتعالى - ثم يحاول ألا ينساق وينتظر كلام الناس، بأن يقولوا: ممتاز، بأن يقولوا: بأن يكون عمله هذا عمل صالحًا، لا يبتعد عن هذه البيئة، ويسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يعصمه منها . كيف يكون الإخلاص في النية ؟ فالأمر ببساطة أن يعمل الإنسان العمل لله - عزّ وجلّ - لا يرجو ثواب فلان ولا أجراً من علان إنما من الله - سبحانه وتعالى - هذا يكون إخلاص النية، فلا يبحث عن شيء يعني هلامي أو مثالي أو غير موجود لا، ببساطة أصلي لله، أصوم لله؛ لأن الله أمرني، لو لم يأمرني ما صليت، لو لم يأمرني الله ما صمت، وهكذا أطيع والدي أطيعهما لله - عزّ وجلّ - أرجو الثواب، لا، لأنه خلق كريم، نعم، هو خلق وفاء بلا شك، لكن أيضاً إنه لله - سبحانه وتعالى - وكونه لله هذا لو لم يكن وفاء، قد يكون هناك علاقة سيئة بين الأب وابنه بين الأم وابنتها، لكن البنت أو الابن يبر والديه ولو أساءوا إليه لأنه لله - سبحانه وتعالى - . د/فالح الصغير .. |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
جزاك الله خيرا اختي الفاضلة
|
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
ماشاء الله جزآك الله خير .
كلام قـــيم |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
جزاك الله خير .. كلام جميل ونحن جميعا بحاجة لهذا التذكير ..
|
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
لكلِ المـارّون هُنـــــــــــا ’’
جُزيتم الفردوس الأعلى ؛ ونفع الله به وبكم .. |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
جزاكي الله خير اختي سر الحياة |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الله يجزاك كل خير على مجهودك وجعله بميزان حسناتك |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
|
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
جزاك الله خير .
وبارك الله فيك وفي عملك ووقتك وفي سائر يومك |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
لكلِ المارّون هُنا ..
جزيتم الفردوس الأعلى ونفع الله به وبكم .. ورزقنا الإخلاص في القول والعمل .. |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
جزاك الله خير الجزاء
|
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
اقتباس:
|
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
قال العلماء ان اردت ان تفعل الخير وجاءتك نية الرياء فافعله وصحح نيتك ولا تعرض عنه فهو من الشيطان
|
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
جزاك الله خيرا وبارك بكِ أختي العزيزة ولاحرمك الله الأجر والثواب |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
اقتباس:
جُزيت الفردوس الأعلى من الجنة .. اقتباس:
أشكركِ .. |
رد : للمخلص الذي يخاف على نيته ..
كيف يكون إخلاص النية في العمل ؟ إخلاص النية في العمل هو أن يتناسى الإنسان كل ما سوى الله ، وأن لا يكون الحامل له على هذه العبادة إلا امتثال أمر الله عز وجل وإرادة ثوابه وابتغاء وجهه عز وجل ، وأن يتناسى كل شيء يتعلق بالدنيا في هذه العبادة ، فلا يهتم بالناس أرأوه أم لم يروه ، أسمعوه أم لم يسمعوه ، ولا يبالي بهم أثنوا عليه أم قدحوا فيه ، وكذلك أيضا من أسباب الإخلاص أن يكون الإنسان حين قيامه بالعبادة مستحضرا لأمر الله عز وجل بها ، ومستحضرا لإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، مثال ذلك : رجل قام يتوضأ للصلاة ، فهنا نقول أولا استحضر أنك إنما توضأت امتثالا لأمر الله عز وجل ، كأنك الآن تقرأ قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) وكأنك لوضوئك تقول سمعا وطاعة ، تجد في هذا حلاوة ولذة وحبا للطهارة ؛ لأن الله أمرك بها ، ثم استحضر أنك في هذا العمل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنما رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامك وأنت تتبعه في هذا الوضوء ، وبهذا يتحقق لك الثواب والأجر للإخلاص والمتابعة وبذلك تحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله . الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله |
الساعة الآن 01:42 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©