سأذكر لك ما دار ومشاعري في هذه اللحظة
وصلت للمنزل و تناولت وجبة الغداء
و كنت متشوق فعلاً لقراءة متصفحك
و إخبارك بما حدث لي بعد قراءتي لموضوع الأخت وحدانية ( مصدومة من أخي المطوع )

و لكن عندما وصلت لهذا السطر و خصوصاً عبارات ( طفولة - شديدة الألم - ضعفك وضعفه )
لم أستغرق ثواني حتى رأيت مثل اللمحة السريعة
لمشهد كان يتكرر يومياً طوال سنة دراسية
مشهد فعلاً مؤلم شعرت بكتمة في صدري و صداع شديد
حتى أني قلت ليتني لم أتكلم و لم أقرأ ما كتب
أذكر تفاصيله حتى اسم الشخص الذي كانت تمارس ضده هذه التصرفات
في عمر الثامنة أو التاسعة و في الصف الرابع تحديداً ( دخلت المدرسة و أنا ابن خمس سنوات )
كان هناك طالب أسمه أحمد و يبدوا أنه يعاني من مشاكل عقليه
و كان يوجد طلبه في الفصل كبار في الجسم و العمر ملابسهم دائماً متسخة و رائحتهم كريهة
كانوا يتحرشون بأحمد و يضربونه على مؤخرته و يخلعون أحذيتهم و يأمرونه بلعقها
و كان يلعقها و بعد أن يلعقها يضربونه بها على وجهه و هم يتضاحكون
و حتى أن أصحابهم يحضرون من صفوف أخرى عليا و يمارسون تجاهه نفس التصرفات
كان هذا المشهد يتكرر يومياً في المدرسة
و لم أتجرأ يومياً على إيقافهم أو منعهم و لم أتجرأ حتى أن أخبر المعلمين عن تصرفاتهم تجاه أحمد
كنت أشعر بخوف من أحجامهم و أشكالهم و كثرتهم
و بعد تذكري لهذه الحادثة استمريت في استعادة الذكريات فتذكرت حادثة قبل حادثة صديقي الذي تم الاعتداء عليه جنسياً
في عمر الحادية عشرة كان هناك فتى يخافون منه كل أبناء الحي
و كان على الطالعة و النازلة يضربهم و كانوا يهربون منه كل ما رأوه
و في أحد الأيام تقابلنا أنا و إياه في شارع ضيق و رأيته ممسك بعلاقة و يضرب في أحد أبناء الحي
و اندفعت نحوه و لم أتوقف حتى كسرت يده
وموقف آخر في الثانية عشرة كان لي قريب من بعيد لكني أحبه بشدة
ويوم من الأيام رأيته يبكي و عندما سألته قال فلان ضربني
و من ضرب قريبي هذا كان أكبر مني بثلاث سنوات و جسمه كبير
و كان يمارس دور العربجي حتى أبوه كان عربجي و لسانه وسخ
فذهبت و أخذت كبل كهرباء من النوع الذي يستخدم في الزوجات أو العزاء و عقدته ثلاث عقد
و بعد ذلك ذهبت للبحث عنه و عندما وجدته
جلدته بالكبل في كل مكان من جسده و كانت آخر ضربه في وجهه من جبهته حتى منتصف خده
فسقط على الأرض و الدم يصب من وجهه
و تركته و ذهبت و لحقني والده و بدأت برمي والده بالحجارة حتى هرب و دخل منزله
و بعدها حصلت المواقف التي طرحتها سابقاً
و ما حدث لي بالأمس عندما قرأت موضوع ( صدمتي بأخي المطوع )
كتبت ردي على الورد و جلست أحاول الدخول بمعرفي القديم و لم أستطع و تنبهت لمعرفي الجديد و لكن لم أستطع الدخول أيضاً
فحفظت الرد و أغلقت الكمبيوتر
و اليوم في الصباح قرأت ردي
رد مرعب جداً تعديت على صاحبة الموضوع و على أمها و عائلتها و المعتدين على أخوها
و على المجتمع كله و أحمد الله سبحانه وتعالى أني لم أستطع الدخول للمنتدى
كنت أعتقد سابقاً أني أعرف السبب لكن لم أكتشفه سوا الآن
الحمد لله شعور الكتمة و الصداع عندما تذكرت الموقف زال
لكن ما زلت أشعر بحرقه على أحمد وعلى سكوتي في تلك الفترة
جزاك الله خير أخي الفاضل و بارك الله فيك

والدي الفاضل أشكرك على اهتمامك و اعطائنا مساحه من وقتك

ولكن شعرت كأنك تعاتبني من خلال كلماتك و شعرت بتأنيب الظمير

لا استطيع أن آخذهم معي أبداً لأسباب عديده منها
بأن رحلة الطائره تأخذ 16 ساعه و أن والدهم لا يستطيع أخذ اجازه من عمله و بذلك لا استطيع أن أسافر كل هذه المده وحدي مع طفلين
نحن في الغربه و الكل له وضعه الخاص من دراسه و عمل و رحلات و لا أحد يستطيع أن يسافر معنا بدل زوجي

سبب سفري كما قلت سابقاً بسبب زواجات و ظروف عائليه أخرى منها
مرض جدتي و حالتها تزيد سوءًا و أريد أن أزورها قبل أن يحصل شي و أندم
اقربائي الذين لم أرهم من 10 سنوات، و هذه فرصه لا تعوض

عمتهم ستأتي لزيارة أمها و ستبقى لمدة شهر، و جدتهم موجوده ولكن لم أشأ أن اتركهم لها لأنها تعاني من طغظ الدم و لم أشأ أن يزعجوها
ولكن الفرصه سنحت لي بسبب قدوم عمتهم و هي موافقه على الاعتناء بهم

اتمنى أن أكون وضحت سبب سفري
و الآن لا عوده من القرار فالتذاكر حجزت و دفعت و الكل بانتظاري
بالرغم من فرحي لأنني سأرى جدتي و اقربائي و سأحصل على فترة نقاهه من الأطفال و إكتئاب الغربه
إلا أن شعور الأمومه يمنعني، و الخوف على أطفالي بغيابي يقلقني، و أعتقد السبب هو بأن هذه أول مره سأغيب كل هذه المده عنهم
خاصة و لأننا في الغربه فإننا قريبين من بعضنا جدا

سبحان الله لسبب ما ارتحت لكلامك و حسيت بالطمأنينه و راح الخوف و القلق شوي
غريب كيف ان شوية كلمات تغير شعور الواحد
أفكارك جداً ممتازه و ساطبقها إن شاء الله

بارك الله فيك و جزاك الله خير

أخي / رجل الرجال

نفع الله بك ووفقك الله لكل خير

سؤالي رعاك الله :

أنا أعاني من بعض الوساوس حفظكم الله منها , وأصد كثيرا عن الرقية الشرعية والقرآن

بالأمس سمعت رقية وشعرت بألم في قلبي وانقباض ...

فهل يمكن أن تنصحني وتوجهني بهذا الشأن

في داخلي كلام و أحببت أن أخرجه

سبب مشاركتي الأساسية لأني كنت أكره الشخص الذي أصبح عليه عندما أكون في هذه المواقف
أكره ذلك الشخص العنيف الغاضب
و أشعر بعد أن أضرب أو أخاصم الشخص المعتدي بطريقة عنيفه أشعر بندم شديد لأني كسرت هذا الإنسان
لكن فعلاً الآن لا أشعر تجاه أي إنسان ظلم إنسان آخر و أقتصيت منه بأي ندم
لأنه ليس من العداله في الحياة أن يعيش الجاني سعيد و يتألم الضحية
و بالعكس يستمر المجتمع في تدمير الضحية و أذيته بأسوء طريقة ممكنه و التعييب عليه إنه ضرب أو أفتعل به
و يعيش الجاني حياته بسلام و راحة و سعادة و يروي ما يعتقد أنه إنجازاته و يعود إلى الله و يتوب
و نقول أن من تاب تاب الله عليه
لا زم الجاني يتألم و يكسر مثل ما كسر ضحيته
حتى تتحقق العدالة في الحياة
الشيء الوحيد الذي أشعر بحرقه منه الآن
أن من إعتدى على أحمد أكيد عايشين سعيدين و لا يشعرون بألم لأنهم لم يعاقبوا و لم يوقفهم أحد