حياك الله أختي Pink choco
واياكِ الماضي الدفين
أشكرك على طرح تساؤلاتك واسمحي لي بهذه الاضافة التي ستكون على شكل نقاط :
- ما يحدث في حياة الفتيات هو عبارة عن فراغ بكل ما تحمله الكلمة من معنى فالنتيجة كما رأيتيها وصورتيها , وهو أيضا من نتاج الرفااهية الزائدة , فليس عليهن مسؤوليات كافية تجعل الواحدة تذهل عن جوانب كثيرة ولا تعظمها بهذا الشكل الذي صورتيه .
فهمت من كلامك ان احلام الفتاة الأنثوية والتى تكون من طفولتها بسبب الفراغ !
الحل ان تشغل نفسها ليلا نهار حتى لا تشعر بفطرتها ..
و رفاهية زائدة ..! حلها ان تتحمل الفتاة مسؤليات ضخمة تذهلها ( كلمة تدل على كبر المسؤلية التى قصديتها )
عن عاطفتها ..!
الا ترين اختي ماضي ان في هذا قسوة شديدة على الفتاة ..
الفطرة الأنثوية لا علاقة لها برفاهية او فقر او فراغ وعمل ،، قد تنشغل فعلاً عنها قليلاً بالعمل
لكن تبقى مسألة تورقها ليل نهار ، خاصة مع مرور الأيام ..
الفئة التي تتكلمين عنها موجودة , ولكن لدينا فئة أيضا من نفس المجتمع ونفس الثقافة ولكن بسلوكيات مختلفة, والجميل أني اطلعت على نماذج - ليس لها توجه ديني باستثناء الفروض - ولكنها نماذج راقية جدا ومشرفة على مستوى البشرية .
وما الرقي لديها ؟؟!
هل في الصمت وكتمان الحاجة الفطرية ؟! هل كل صامتة و مكابرة و معاندة لتكوينها - ارضاءً للمجتمع -
تكون راقية بنظرنا ..!
لما لا يكون الشاب اذا راقي ويكتم حاجته الفطرية ..؟!
اسمحي لي ان اقول ليس رقي هنا بل تصبر وانكسار داخلي تشهد به الآف المتاخرات ..
- الانحرافات الاخلاقية على مستوى الجنسين أو المثلية لها أسباب مختلفة أهمها : الإعلام الغربي والعولمة , وهذا مما أدرسه حاليا في دراستي الجامعية , فمن أبرز مظاهر العولمة هو هيمنة الثقافة التي تقود العالم على ثقافات العالم الأخرى , وهو ما يسمى بأمركة العالم
قد تكون سبب ثانوي ،، يعود باصله لسبب الرئيسي وهو التكوين البشري ..
فتاثيره كما قلت سابقاً زيادة جرعة الجراءة في كشف الحاجات ..
- المنحرفين ليسوا هم الأداة التي نقيس عليها المجتمع فكما أن عندنا منحرفين - فطريا - بغض النظر عن دينهم , فلدينا ناس أرواحهم سامية جدا لا يمكن أن يفكروا لحظة بالشذوذ , وهذه حالات نفسية وسلوكية دينية شاذة ترفضها كل الديانات السماوية , وحتى النفسيين - الكفرة - مرفوض عندهم هذه السلوكيات , وعندهم اليات ودراسات مخصصة لدراسة سلوك المنحرفين جنسيا .
ولأن الإنحراف سلوك مرفوض ويحتاج علاج ، لابد من الإعتراف بسببه ..
انا لا اؤيد الإنحرافات السلوكية لكني اوضح اسبابها الجلية جدا ، و كما قلتي مع العولمة وانفتاحها نحتاج
لعلاج فوري لكنه يكاد ينعدم ..! فلا نملك الا مسكنات ، قد تفيد وقد لا تفيد ..
وهذا ما تعجبت منه ولا شك ان لله حكمته ..
- التنشأة لها دور قوي في الفراغ العاطفي , ودور الأسرة مهم في تغطية هذا الجانب , فالطفل الذي ينشأ بجو عاطفي سوي ويتلقى الحنان والاهتمام الكافي من الأسرة , يخرج قوي الشخصية واثق من نفسه معطاء سوي نفسيا وليس عنده نهم غير طبيعي لاشباع هذه العاطفة.
اكرر العاطفة موجودة باصل الخلقة ولكل مرحلة عمرية حاجاتها العاطفية ..
قد يحتاج الطفل عاطفة الوالدين ، لكن في الكبر هل تغني عاطفة الوالدين عن العاطفة المتطلعة للجنس الاخر
كحالة طبيعية يفرضها اكتمال النمو ..!
وعلى سبيل المثال : المعلمات اكثر من يلحظ هذا , تابعي الفتاة التي تجدينها متفوقة فهي تلقى اهتمام كافي من اهلها يجعلها بالصورة التي نشاهدها عليها
ليست قاعدة عامة ، فكثير من المتفوقات خرجن من اسر مضطربة و محدثتك منهن :d
- البشر عبارة عن أنظومة مختلفة من المكونات , بمعنى أن البشر روح ونفس وجسد , لكل واحد من هذه الثلاث له احتياجات ومتطلبات , والاسلام كفل سلامة جميع الجوانب بتوازن على النحو التالي :
1- الروح يجب أن تغذى وتغذيتها تكون بانشاء صلة قوية بين العبد وبين ربه , تجعله يسير مطمئن النفس هادئا , لا ساخطا ولا مستخطا .
ولهذا نجد أن هذا العامل مفقود بدرجة كبيرة عند الملحدين الذين يعيشون في قلق دائم وتفكير بالهموم بشكل عملي مجرد بعيد كل البعد عن التعاطي مع الخالق سبحانه وتعالى .
2- النفس وهي تشبه لحد ما التعامل الانساني ولها جانب ايجابي وسلبي ,فالايجابي وهي بين البشر بعضهم البعض , فالعاطفة من الزوج للزوجة تغذي نفسها وتهدئها , التعامل الانساني الراقي , تبادل الاحترام , الصداقة ..
والجوانب السلبية : كالانتقام , والحسد , والغيرة المذمومة ....الخ
3- الجسد واحتياجاته معروفة , من نوم وراحة - طعام وشراب - جنس
وكل منها يجب أن يقاد بطريقة شرعية , فالجنس له اوجه مباحة فيه , والطعام والشراب هناك أنواع محرمة منه وطرق كسب محرمة والحلال واسع جدا , وكذلك الراحة فيجب أن لا تلهي عن الواجبات والمسؤوليات .
جميل جدا و نظرة عاادلة .. نتفق هنا ان النفس البشرية تحتاج لتوازن بين جميع الحاجات ..
لتحقق التوازن في حياتها ..
و تاكيد رائع للحاجات الجسدية والنفسية وان لا جانب يمكن ان يسد عن جانب ..
فلا نستطيع ان نقول لشخص اعبد الله ولا تاكل او تشرب ..
ولا نقول لشخص كل واشرب ولا تعبد الله ..!
فانه بلا شك سيهلك بالحالتين ويشق عليه الأمر ، فلكل حاجة اشباع مناسب لها
وهذا ما احببت الوصول اليه ..
ومن هذه المقدمة انطلقي اختي بنك في الحكم على الناس , فهناك من يسير في منظومة متوازية بين النفس والروح والجسد وهذا كان نهج النبي صلى الله عليه وسلم باوضح صورة حين قال في حديث الثلاثة رهط قائلا : اما أنا فاصوم وافطر , واقوم وانام واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني ..
تاكيد من رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاجات الفطرية و دعوه للتوازن بين متطلبات الروح والجسد ..
واعتبر هذا رد شافي لكل من يدعوا الى الترفع عن الطبيعية البشرية وانكارها وخاصة من قبل الأنثى ..
في جانب آخر هناك من يعيش لاجل جانب واحد فقط وهو همه الاكبر , نجد أن من الناس من يعيش لاجل لذات جسده ,
افكاره كلها مرتكزة على الجنس وتوابعه عاطفية كانت او سلوكية
وهناك ايضا من شغله العلم والفهم عن حاجات الجسد ... الخ
فمن هذا المنطلق انطلقي واحكمي على البشر
المفترض قبل ان اصوم لاعف نفسي ان اوازن فكري واجعله يتراوح بين الثلاث امور دون تركيز على جانب معين وعلى فقده , والعاقل من يعي طبيعة الدنيا ويتعاطى معها
فالكمال غير موجود فيها أبدا
الإلتفات دائماً يكون حسب شدة الحاجة للمفقود ..
فالطعام لا يغني عن الصلاة والصلاة لا تغني عن الطعام ، بل انه في التوجيه الشرعي انه متى
اشتدت حاجة الشخص للطعام فهو مقدم على الصلاة ..
الا تعتقدي ان هذا اعتراف باهمية اشباع الحاجة و تقديمها حسب شدت الإحتياج لها ..!
و اعتراف من الشرع بان الفكر ولتركيز ينصب على الحاجة و يسهو عن غيرها ، لذا وجه للطعام ثم الصلاة حتى
يكون قد اشبع حاجته وتفرغ فكره للعبادة ..
أرجو أن أكون قدمت افادة وشكرا لك أختي pink choco