منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   المتزوجين (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=6)
-   -   قِــصّـــةُ ظَــمـــأْ (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=129423)

ولـيـد 29-05-2007 07:13 PM

لم يبق إلا أن تتهمني زوجتي بالسرقة ، هكذا قال خالد لأمه على إثر

محاجة أمه له و إنكارها عليه ضربها، و أردف خالد قائلا: لينفعها أبوها، منذ

ان أصبحت معلمة و أبوها و أمها يلاحقانها في راتبها ويحققون معها فيه،

أين ذهب المال؟ لم أعطيته المال؟ لا تشاركيه في المال، مع السلامة

لا أريدها و لا أريد منها شيئا، لينفعها أهلها، إن كانت تريد بيتها فهو مفتوح لها

متى ما أحبت العودة، أما ولداها فوالله لن تراهم في بيت أهلها، قال خالد كل ذلك

بانفعال.

سمع أبوخالد بما حدث فسر في داخله ولم يبد الفرحة على ظاهره، كأنه

أحس ببعض الإنتصار، يا حسافة على بعض الرجال، انتصاراتهم و انجازاتهم ينفذها لهم غيرهم

و هم من يحسون باللذة حتى لو كان في أمر سيء و خراب بيوت .


أما أهل سارة فمنظر بكاء ابنتهم و عويلها جعلهم يأبون أنصاف الحلول و يأبون تهدئة

الأمور و السعي في إصلاحها و هي في بدايتها حتى لا يؤججها شياطين الإنس و الجن، بل توعد

ابوها بالإنتصار لها و أمها باركت له هذا التصرف .


انتظرت سارة أسبوعا، شهرا ، سنة ، سنة و نصف و ما حلت الأمور و ما تحرك أحد ،

لا زوجها أتى واعتذر و لا أبوه أتى مصلحا ، و أبوها أقسم ألا ينزل نفسه إلى مستواهم

و يذهب إليهم ليحل الأمر و هم الذين أخطأوا .

اشتاقت سارة إلى عبدالله و فيصل ، يا الله أمهم التي حملت بهما تسعة أشهر

و عانت الم ولادتهما و فطمتهما ورعتهما لم ترهما لسنة و نصف؟ الذي زاد

الألم شدة أنهم بجانبها لا تبعد عنهم إلا شيئا قليلا من المسافة و تسمع أصواتهم أحيانا

يضحكون و يلعبون ببراءة و أحيانا يبكون وينادونها بعفوية الأطفال عند بكائهم ، يمه يمه .


كان خالد قاسيا أكثر من اللازم ، عندما يكون في البيت يكون طفليه عنده ، و عندما

يخرج من المنزل يدعهما في بيت أهله، و إذا كانت هناك مناسبة خارجية عند أحد

يجتمع فيها أهله و أهلها لا يدع الأطفال يذهبون إلى المناسبة مع أهله حتى لا تتمكن

أمهما من رؤيتهما هناك ، فيبقى هو في المنزل و يبقى معهما .



رحلة خالد إلى الإدمان .


بعد أن طالت مدة فراق خالد و سارة عن بعضهما بدأ كل واحد منهما يرجع إلى

نفسه نوعا ما و يقول : لو أني تصرفت كذا بدلا من كذا لما و صل الحال إلى ما وصل إليه .

بدأ كل واحد يحن إلى الآخر فطرة أودعها الله في بني آدم ، بدأت تفكر سارة

في أن ترجع إلى بيتها بشكل جدي كي يلتئم ما انكسر من جديد و تعود إلى بيتها

و أطفالها ، و خالد أيضا بدأ يتسرب إلى داخله الشعور بالذنب و بدا يحاول أن

يضغط على نفسه و يذهب بنفسه إلى أهلها و يعتذر أو يرسل أحدا إليهم .

ذهبت سارة إلى أبيها كي تخبره بما عزمت عليه فهب الأب في و جهها

غضبانا عليها، بعد كل هذه الإهانة و طول المدة التي ما كلفوا أنفسهم فيها أن يعتذروا

تريدين أن ترجعين هكذا ببساطة ؟، تريدين أن تصغري من قدر أبيك في أعينهم ؟

إذهبي، إذهبي إليهم ، لكن لا أعرفك و لا تعرفينني بعد اليوم.

ما تفوهت سارة بكلمة بعد كلام أبيها، كانت دموعها الغزيرة التي تهاوت أبلغ من

أي حديث و أصدق من أي كلام ، دموع اشتاقت إلى أبناءها فلذة كبدها .


أما خالد فأصر إلا أن يتحدث إلى أبيه بشأن زوجته و يقنعه أن يذهب

معه إلى عمه كي يردها و تعود الأمور إلى طبيعتها.

كان وقت طعام العشاء ، و بعد أن انتهوا من الأكل انفرد خالد بأبيه في غرفته

و أخبره بما عزم على القيام به ، قام الأب من مكانه و ذهب و فتح الخزانة

من دون أن يتفوه بكلمة ، أخرج من الخزانة سلسلة من حديد دقيقة طويلة،

و أقفل الباب على ابنه و ضربه ضربا شديدا و إخوته و أمه يسمعون

كلمات أبيه الجارحة و شتمه له و ضربه و يردد قائلا : حسبتك رجلا لا تهينك

امرأة ، حسبتك رجلا لا تنزل رأسك امرأة، حسبتك رجلا تقف مع أبيك ، سقط خالد

مغشيا عليه مصدوم من أبيه و من تصرفه الذي لم يكن يتوقعه منه و كان بعيدا جدا

عن الإحتمالات، كانت تلك هي المرة الأولى التي يضربه فيها ، و متى ؟

بعد أن أصبح الإبن رجلا متزوجا و لديه أبناء.


يتبع إن شاء الله

نـور النـور 30-05-2007 12:08 AM

الله المستعاااااااااااااااااااان....موقف صعب جدا...

بانتظار التكملة...

ندى أم سعد 30-05-2007 12:35 AM

بأنتظار التكمله

الحائــــرة 30-05-2007 04:35 AM

انتظر التكمله

&*ملاك العراق*& 30-05-2007 05:42 AM

بارك الله بك

انتظر التكمله

ولـيـد 30-05-2007 12:45 PM

خرج خالد من بيت أهله يحمل نفسه بثقل شديد و هم كبير، ضاعت آماله التي

كانت عالية في أن يلتئم الشمل قريبا، هل يمكنه أن يذهب لوحده إلى بيت

عمه و يصلح الأمور بنفسه و يعود بزوجته إلى أبنائه؟ سأل نفسه ذلك السؤال

و أخبر أمه بذلك يستشيرها، باركت أمه تلك الخطوة و دعت له بتوفيق الله، لكن

أباه علم أن ابنه قد نوى ما نوى فعله و أنه يستعد للذهاب إلى عمه كي يصلح الأمور،

نادى أبوه أم خالد و قال لها : أبلغي ابنك أنه لو عاد بزوجته فسأخرجهم من المنزل،

المنزل كان ملكا لأبي خالد، أبلغيه أن لا مقر لهم في بيتي، ليبحثوا عن منزل آخر.

توسلت أم خالد كثيرا من أجل ابنها عند أبيه لكن لم تفلح محاولاتها و أصر أبو خالد

على موقفه.

سمع خالد بموقف أبيه لكنه استبعد جدا أن يقوم أبوه بطرده من منزله و فسر كلام

أبيه أنه ليس سوى حالة غضب و ستزول سريعا بأمر الله، مضى خالد قدما

في أمره و ذهب و أتى برجلين أحدهما أحد إخوة أبيه و الآخر خال لسارة

وذهبوا جميعا إلى منزل عمه، رحب العم بالجميع و استمع إلى خالد و الضيفين الآخرين

حتى فرغوا، كما علم أبو سارة بما حصل بين خالد و أبيه، و بعد كلام طويل

حول الموضوع و تارة قبول و تارة رفض قبل أبو سارة اعتذار خالد

و قبل شفاعة الضيفين ووعد بأن تعود ابنته إلى بيتها قريبا إن شاء الله.


استقبلت سارة الخبر بسرور و جهزت نفسها للعودة يحملها إلى بيتها شوق

كبير إلى ابنيها و أبيهم ، و بالفعل و في يوم خميس و عطلة الأسبوع عادت

سارة إلى بيتها و التقت بزوجها و أبنائها ، احتضنت ابنيها حتى كادت أن تموت

من البكاء و هي تقبلهما و تمسح على رأسيهما، كان لقاؤها بهما كأعظم هدية يمكن

أن تقدم لها في تلك الأيام، و كان لقاؤها بزوجها متميزا ، سبق اللقاء رسالة

اعتذار و شوق على الهاتف النقال ، و عند اللقاء طبع كل منهما قبلة

على جبين الآخر و احتضان طال كثيرا كي تفرغ شحنات الشوق و الألم

و الحزن التي كانت جميعها ملازمة لهما منذ أن حصل ما حصل إلى لقائهما.


كان أبو خالد في سفر يوم أن عادت سارة ، عاد من السفر بعد ثلاثة أيام من رجوعها،

كان وقت عودته صباحا، ابنا خالد كانا عند أم سارة و سارة في عملها و خالد في عمله.

أخبرت أم خالد أباه بما حصل و ترجته ألا يهدم ما حصل و أن يترك ابنه في شأنه

يتصرف في حياته كيف شاء، لكن أبا خالد استشاط غضبا وقال : يبدوا أن خالدا لا يهابني ،

يبدوا أن خالدا يظن أني لا أستطيع أن أخرجه وزوجته من بيت أملكه، قام و توسلات

أم خالد لم تتوقف ، قام و هو عازم أن يفعل شيئا ، ففتح الخزانة و أخرج منها قفلين

عظيمين وذهب إلى منزل ابنه و أقفل بابيه وعاد إلى بيته بعدما ظن أنه بفعله قد

انتصر في معركته التي يبدوا أنها لن تنتهي إلى اليوم مع والد سارة بسبب حفنة

من المال و التراب.

عادت سارة من عملها ووجدت الباب مقفلا بأقفال غريبة، تسارعت نبضات قلبها

و زاد خوفها و علمت أن الأمر فيه أبو خالد، اغرورقت عيناها بالدموع و هي ترجوا

الله بقلبها و لسانها ألا تعود التجربة المريرة التي لم تخرج منها بفضل الله إلا

قبل أيام .

اتصلت بخالد و أخبرته بما وجدت و كان خالد للتو يقف بجانب البيت بسيارته ، أتى

ووجد سارة ووجد الأقفال كما أخبرته تغلق الأبواب بإحكام، جلس خالد بجانب

الباب على عتبات السلم الرخامي جلوس المحبط الكسير المهموم الحائر و قال:

هذا أبي هداه الله ، و جلست سارة بجانبه ، اتكأت برأسها على جنب خالد و دموعها

مهملة على خدها و سألت خالد سؤالا خائفا باكيا : سنفترق مرة أخرى ؟


خالد لا يملك مالا يستأجر بيتا و يؤثثه من جديد، و سارة مالها كله تحت تصرف

أبيها بعد المشكلة الأخيرة، أمرها خالد أن تذهب إلى أهلها و هو سيفكر ماذا

سيفعل و يخبرها الليلة إن شاء الله .

ذهبت سارة إلى أهلها تبكي فظنت أمها أن خالد السبب أيضا ، أخبرتها

ابنتها بما حدث فزادت أمها حقدا على أبي خالد.

عاد أبوها و علم بالذي فعله أبو خالد فغضب غضبا شديدا و أسر في نفسه

أن لا يدع الأمور هذه المرة أن تسير إلا كما يهوى هو لا ما يهواه خالد المسكين و أبوه.



قدمت سارة إلى أبيها و معها طفليها و جلست عنده ، تتحدث و هي تمسح على رأسيهما،

قالت له سارة : تعلم يا والدي أني احتفظ بالمال عندك كما رغبت أنت، و لو

لم يحصل ما حصل اليوم لما تكلمت عنه معك ، لكن يا أبي خالد لا يملك من

راتبه شيئا في البنك مدخرا، و نريد أنا و هو أن نستأجر شقة و نؤثثها

حتى ييسر الله أمرنا ، قاطعها أبوها و لم يدعها تكمل و أقسم أن لا يرى

خالد من مالها شيئا ، خالد رجال و يجب أن يتحرر من أوامر أبيه عليه

و أن يؤمن لأسرته مسكنا بأي طريقة و بماله هو لا بمالك أنت ، انصرفت

سارة و كانت دموعها كالعادة هي التي تتكلم أمام ردود أبيها القاسية عليها.



ذهب خالد عند أحد أصدقائه مثقلا بالهموم يفكر كيف يتصرف و لا يجد

سبيلا ، يذهب إلى الناس و يطلبهم مالا و هم يعلمون أن أباه قادر على

إقراضه ؟ ، انتظرت سارة منه اتصالا تلك الليلة يخبرها فيه بما قرر كما

وعدها لكنه لم يفعل ، لا يملك خالد أي قرار يخبرها به ، تتصل عليه

و لا يرد عليها فعلمت أن حبيبها في و ضع صعب فزادت حالها صعوبة هي الأخرى.


سافر خالد إلى مدينة أخرى كي يبعد عن المشاكل بزعمه، و لم يخبر أحدا ،

لا زوجته و لا والدته و لا أي أحد أبدا و أقفل هاتفه أيضا و لسان

حاله اليائس يقول : لا أب لي و لا أم و لا أقارب و لا زوجة و لم أنجب أبدا .

انتظرته سارة أسبوعا شهرا شهرين و لم يسمع أحد عن أخباره شيئا .

نقص و زنها كثيرا و أم خالد عانت هي الأخرى و أصيبت بمرض

السكر شفاها الله .

سارة لاحظت على نفسها انقطاع الدورة الشهرية ( عفوا ) عنها ، فزاد همها هما

بدلا من أن يكون لها ذلك سرورا ، أأحمل بطفل و أبوه لا أدري

عنه شيئا؟ ، أأحمل بطفل و أنجبه في بيت أهلي ؟ ، اللهم فرج همي و كربي

و يسر أمري يا أرحم الراحمين يارب.


يتبع بإذن الله.


شارفت القصة على النهاية الليلة إن شاء الله.

نـور النـور 30-05-2007 04:06 PM

متابعون...

ونحن في الانتظار ان شاء الله...

الحلم الدافئ 30-05-2007 04:32 PM

متابعه
في الانتظار

لذة عشق 30-05-2007 05:02 PM

متابعه ياوليد

ولـيـد 30-05-2007 06:13 PM

بعضكم يستغرب : من أنت حتى تعلم كل تلك التفاصيل ؟

لا تستعجلوا سأخبركم إن أردتم لا حقا.



ظن خالد أن سفره سيحل المشكل و رأى أن سفره بعيدا سيريح نفسه المتعبة،

لكن ما حصل كان على العكس تماما و أعظم من كل المشكلات التي واجهته.

ذهب خالد في تلك المدينة إلى مجموعة من أصدقاء الدراسة القدامى و اختار

أن يعيش بينهم فترة من الزمن و رحبوا به .

أصدقاؤه كانوا طائشين ، كانوا أهل معصية و أهل بعد عن الله، حياتهم سهر

و لعب حتى موعد أعمالهم ، ثم إذا عادوا إلى بيوتهم ألقوا بأجسادهم الخالية

على الأسرة و ناموا إلى الليل ثم عادوا إلى سهرهم و لعبهم.

كان خالد ممن يستمعون إلى الغناء عياذا بالله و كان ذا صوت جميل

أيضا ، كان أحد أصحابه عازفا بآلة العود و كان يعزف و يغني و يغني

معه بقية الشباب و يشاركونه، كان خالد أيضا يغني معهم فراق لهم

رخامة صوته و عذوبته و أخذوا يتلذذون بسماعه يغني لهم كل ليلة يجتمعون فيها.

قرر الشباب أن يعلمونه عزف العود كما أراد خالد، فتعلم العزف و أصبح

العود لا يفارقه و الحزن في صوته و أغنياته يلازمه .

تطورت الأمور إلى أن صار يحيي حفلات خاصة لبعض الكبار هداهم الله .

كثرت علاقات خالد وزاد رصيده من رفاق السوء و كل يوم ينهج نهجا

جديدا سيئا في حياته حتى وصل إلى تعاطي المخدرات و العياذ بالله.

يبدوا أن خالد قد نسي فعلا مسؤولياته و أسرته و أهله و لم يعد يفكر فيهم أبدا .

استمر على هذه الحال 10 أشهر منذ أن غادر مدينته، ثم أحس بشيء

يسير من الحنين و الشوق إلى أهله بعد أن دمرته المخدرات و أصبح

مهووسا مضطربا قلقا محمر العينين أسود الوجه كثير الشعر .



سارة و ضعت بنتا في تلك الفترة التي بعد فيها زوجها عنها، و ازداد

ألمها ألما فوق ألم الولادة و همها هما فوق هم الرعاية و التربية ، تدعوا

الله ليل نهار أن يعيد إليها أب أبنائها و يقر عينها برؤيته قريبا .



أما أم خالد فلا تسألوا عن حالها ، مريضة قعيدة الفراش كثيرة

البكاء على ولدها ناحلة الجسم و داء السكري أجهدها و أجهد قلبها.

أبو خالد لم يعنه ابتعاد ابنه شيئا و كأنه لم يقلق عليه أبدا أو نسي

أساسا أن لديه ابن اسمه خالد و هو ابنه البكر المدلل في الصغر .

أبو سارة و أم سارة يبدوا أن مكوث ابنتهم عندهم رغم ألمها

و حاجتها و حاجة أبنائها إلى خالد لم يكن يحرك فيهما شيئا

ويبدوان سعيدان مادام راتب ابنتهم في أرصدتهم و يشعران

بالإنتصار على أهل خالد.

أما أقارب البيتين فمنهم من يتلذذ برؤية ما يحدث على مر السنين، كأبي

عبد الله
الذي أراد سارة من قبل لابنه عبد الله لكن الفتاة رفضته ، و منهم

من يقول لا دخل لي فيما يحدث .


عاد خالد و قد أصبح عمر ابنته شهرا ، اتصل بزوجته و أخبرها أنه قادم ،

لم تصدق سارة أن المتصل خالد، كانت مفاجأة و كذلك تغيرت طريقة كلامه،

علمت سارة من نبرات صوته أنه قد تغير ، أصبح حديثه هذيانا ، يمط

الكلمات مطا و يستغرق في التبيين وقتا، فرحت كثيرا انه قادم بعد انتظار

طويل و لو كانت تقدر أن تغضب منه في لحظة لقائه بسبب تفريطه

فيها و في أبنائه لفعلت ، لكنها نسيت كل ما جاء منه بمجرد أن علمت أنها

ستلقاه.

جهزت ولديها و جهزت المولودة حتى يستقبلون الأب جميعا ، ما هي إلى ثلاث ساعات

حتى اتصل خالد و أخبرها أنه بجانب منزل أبيها، خرجت إليه كي تدخله إلى

مجلس الضيوف ، فتحت الباب و دخل خالد فرأته، رأته غير خالد الذي تعرفه،

رأته نحيلا جدا غير نظيف أحمر العينين كثير الشعر غير متزن المشية رائحته سجائر

كثير الهذيان مضطرب الشخصية، أدخلته إلى المجلس و هي تبكي و تكثر

من دعاء الله أن يصلح أحوالهم ، و تكثر من لا حول و لا قوة إلا بالله ،

كيف يا خالد تتركا كذا ؟ ، كيف يا حبيبي تقطع قلبي عليك ؟ كيف يا حبيبي

تقدر ما تسمع صوتي 10 شهور و أنا الي كل ليلة اشتاق أسمع صوتك ؟

كيف تتركني ؟ حملت ببنت لك وانت ما تدري ، و وضعتها و أنت ما تدري ،

أولادك يسألون عنك كل يوم وين بابا وانت ما تدري، تبكي و هي تقول تلك

الكلمات ثم أنهتها بقولها : الحمد الله انك رجعت و شفناك ، الحمدلله إنك رجعت لنا سالم.


كانت تتحدث و هو لا يتحدث ، ينظر إليها و إلى ابنته الصغيرة كثيرا ،

قالت له سارة : وش رايك أجيب لك ملابس و أجهز لك الحمام ( أعزكم الله )

و أدوات الحلاقة تهيء نفسك و تتنظف ؟

اشار إليها برأسه أن نعم . قامت و فعلت ما أرادت و أحضرت له الحاجيات ،

دخلت المجلس عليه ووجدته يحمل الصغيرة و يضمها إلى صدره و يبكي ،

جلست بجانبه ووضعت يدها على ظهره و مسحت عليه و قالت : لا عليك

الأمور إلى أحسن إن شاء الله ، قم و تنظف حتى أعد لك شيئا تأكله.

أكل خالد و نام نوما طويلا، من حسن حظه أن عمه مسافرا و لم تنغص

أم سارة على ابنتها و خالد دراية منها أن ابنتها قاست كثيرا في غياب زوجها.


رأى أحد إخوة خالد الصغار أخاه خالدا خارجا من بيت عمه، فأسرع إلى

أهله و قال بصوت عال و يصرخ منذ أن دخل إلى أن وصل إلى أمه و عندها

أبو خالد ، خالد جاء خالد جاء خالد جاء.

أمه تسأل : وين شفته و ين ؟

خارج من بيت عمي و ركب السيارة و مشى .

بكت أم خالد بشكل هستيري ، تنوح نوحا و تقول : حرمتني من ابني حسبي الله

عليك، حرمتني منه حسبي الله عليك ، كرهته فينا ، جا و ما زار أمه و مشى ، بيغيب

10 شهور بعد و ما بشوفه ؟ ، حسبي الله عليك ، حسبي الله عليك .




كانت تلك الدعوات كسهام شديدة على قلب أبي خالد الذي كان يبدوا هو

أيضا مشتاقا إلى ولده لا كنه لا يبدي ذلك، انسحب أبو خالد و سط دعوات أم خالد

و سقطت دمعة كاد أن يخفيها و هو خارج من المنزل لولا أن رأتها ابنته منحدرة على خده.

خرج الأب و صادف خالدا عند الباب و كأن خالدا كان ينوي زيارة أمه لكنه كان

مترددا خوفا من أبيه.

جمع الله بين الأب و ابنه على غير ميعاد سابق ، خالد بمنطق التقدير و البر أقبل جهة أبيه

و قبل رأسه و يده ، و الأب بمنطق الرحمة و الحب استقبل ابنه.

لم يقل الأب إلا : إذهب و سلم على و الدتك و بيتك مفتوح لك و لزوجتك إن أردت العودة ، و انصرف

الأب و ذهب خالد إلى أمه و سلم عليها و قبل رأسها و جلس عندها طويلا

يسال عن حالها و تسال عن حاله و أخبرها بما قاله له أبوه بشأن العودة إلى المنزل و سرت

والدته كثيرا .


عاد أبو سارة من السفر ، و علم بوجود خالد من زوجته ، اتصل خالد على سارة

و أخبرها بموافقة أبيه على عودتهم إلى المنزل فسرت هي أيضا سرورا شديدا.

ذهبت إلى أبيها و أخبرته بموقف عمها وسماحه لهم بالعودة إلى البيت .


رفض أبو سارة عودة ابنته إلى بيتها و قال لابنته : إن كنت تريدين العودة إلى زوجك

و هو يريدك فاختاروا بيتا غير بيت عمك ، حاولت سارة أن تقنعه و أن ذلك

ربما يجعل أبي خالد يستاء من ابنه بسبب حبه ابتعاده عنه ، ثم يا أبي خالد

ليس عنده ما يمكنه من استئجار بيت جديد و تأثيثه ، إلا إن كنت تريدني

أن أتعاون معه بمالي الذي عندك و تسمح لي أن أعطيه من راتبي ما يعينه

على فعل ذلك ، و هو سيردها إلي لاحقا.

تمسك أبو سارة برأيه و أصر ألا ترجع ابنته إلى بيتها الأول، و وافق على أن يجعل

ابنته تتصرف في مالها كيف شاءت هي و زوجها على أن تخبره أولا بأول

أين ذهب كل ريال من مالها حتى يضمن عدم استغلال زوجها لها .



بقي تتمة أخيرة إن شاء الله مع بعض الفوائد.

أشكر لكم صبركم.


الساعة الآن 03:16 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©