منتدى عالم الأسرة والمجتمع

منتدى عالم الأسرة والمجتمع (http://www.66n.com/forums/index.php)
-   السفر والسياحة والرحلات (http://www.66n.com/forums/forumdisplay.php?f=41)
-   -   رحلة الأحلام في المغرب (http://www.66n.com/forums/showthread.php?t=272693)

Neat Man 31-07-2017 10:30 AM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بياض الديم (المشاركة 3514490)
تقرير رائع جدا ومتعوب عليه
بارك الله فيك
أحب جدا الاماكن القديمة والاسواق القديمة والازقة احس فيها حياة طيبة وذكريات

مرحبا بياض الديم
شكراً لك، والروعة وجودك، الأماكن الجميل تشعر أن كل شيء فيها ينبض بالحياة ويحمل قصصاً كثيرة ومتنوعة.

Neat Man 31-07-2017 10:51 AM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
صور إفران

http://store6.up-00.com/2017-07/150148563086632.jpg
بالطريق إلى إفران وقد اقتربت منها

=

http://store6.up-00.com/2017-07/150148563097833.jpg
الفلة التي سكنت بها تبدو في الخلف، ويلاحظ أن البيوت مبنية على نفس الشكل الأوربي تقريباً نظراً لكثرة تساقط الثلوج في فصل الشتاء على إفران، وهذا اعتيادي في أغلب البيوت هناك
=

http://store6.up-00.com/2017-07/150148563112074.jpg
تمثال الأسد الموجود في قلب إفران، وهو من أشهر المعالم في إفران
=

http://store6.up-00.com/2017-07/150148563074981.jpg
=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148572788762.jpg

=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148572816964.jpg
خلف الأسد حديقة جميلة بوسطها بركة مائية يصور الناس حولها
=

صور من عين فيتال والغابة الجميلة

http://store4.up-00.com/2017-07/150148567558311.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-07/150148563312485.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-07/150148563324866.jpg
=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148567571212.jpg
ماء ينزل من الأعلى ومندفع بشكل قوي، تم وضع جدار حوله، ويلاحظ بالاسفل اندفاع الماء، ويرده الناس ويشربون منه ويعبون قرعاتهم، ومعي الكوب الخشبي أشرب به وقد استأجرته من أحد الأطفال.
=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148567581573.jpg

=
http://store6.up-00.com/2017-07/150148591108071.jpg

=
http://store6.up-00.com/2017-07/150148591121412.jpg
=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148572832295.png
صورة مع بائع العسل عمر
=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148567614966.jpg
العودة من أزرو بعد أن أودعت فيها عمر
=
http://store4.up-00.com/2017-07/150148572630291.jpg
والشمس تغرب بعد يوم مليئ بالزيارات والمتعة

wa1121 31-07-2017 11:54 AM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lofty (المشاركة 3514492)
نحن نميزهم اختي وفاء من اشكالهم ، و خلقتهم المتشابهة ، اذ ان بينهم قواسم مشتركة في ملامح الوجه و الخلقة عموما .... لكن قد يكون منهم من لا نقدر على تميييزه ان كان عرقه قد خالط نوعا اخر غير الريف .

شكرا لوفتي كما قلت لكان نروح لمناطقهم اجد قواسم مشتركة بينهم

لكن هنا في العاصمة جالسة استحضر كامل القبايل الي نعرفهم سبحان الله اشكالهم مختلفة

لوفتي اهنيكم على هذا الجمال
تعرفين الخدمات الاجتماعية في عملي عملت رحلات للمغرب وتونس والترك

لو قبل زوجي لاخترت الترك لان المغرب احسه نفس بلدي كاني لم اخرج منه ههه

ونبقى دائما خاوة خاوة ddg

Lofty 01-08-2017 12:10 AM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
تحية للشعب الجزائري ، نحبكم و لا نقبل فيكم وخز شوكة ....

.........

البحيرة اللي خلفك اخ نيت مان ، ما شاء الله متروسة ضفادع انواع اشكال احجام ، كنت اتأمل في قرقراتها ( جرانة ) = ضفادعها ، هذا يطنط هنا و هذا يسبح هناك و الثاني ينط على ورقة شجرة و الثالث مسترخي و استجمام و هذا بز يعلب و يا خوياه هههه و هكذا ، يعني فلم بث مباشر 😅

Neat Man 01-08-2017 03:39 PM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Lofty (المشاركة 3514522)
تحية للشعب الجزائري ، نحبكم و لا نقبل فيكم وخز شوكة ....

.........

البحيرة اللي خلفك اخ نيت مان ، ما شاء الله متروسة ضفادع انواع اشكال احجام ، كنت اتأمل في قرقراتها ( جرانة ) = ضفادعها ، هذا يطنط هنا و هذا يسبح هناك و الثاني ينط على ورقة شجرة و الثالث مسترخي و استجمام و هذا بز يعلب و يا خوياه هههه و هكذا ، يعني فلم بث مباشر 😅

الصفادع حياة دائمة ومشعة وفيها حركة لاتتوقف :)
لا أتذكر إن كان هناك ضفادع أم لا، وأعتقد أنه لم يكن موجود لأن الجو كان بارد شوية

Neat Man 01-08-2017 05:41 PM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
ودعت إفران بعد أن تركت فيني أثراً طيباً وحملت منها ذكرياتٍ جميلة، خرجتُ من إفران متجهاً صوب عيون أم الربيع باتجاه الجنوب كان الطريق ضيقاً والوصول إلى عيون أم الربيع يتطلب ثلاثة ساعات، لكن لم أكن أشتكي همّ ذلكَ، لإني إنسان سائح ومكتشف وغير مستعجل وفوق هذا كله رااااايق، وما أن خرجت من إفران إذ بشاب مراهق يبدو أن عمره لم يجتاز الثامنة عشر وبجانبه ابنتين أوقفوني، وقفت بسيارتي بجانبهما، وقلتُ مرحباً، قالوا نريدكَ أن تقلنا إلى أزرو على طريقكَ، قلت مرحباً بكم، وظننت أنهم أخوة، ركبوا معي، وكما هي العادة أحب أن أوصل الناس الذين أشعر بالأمان معهم عبر الطريق، لاكتسب خيراً وأجراً وأقوم بدوري كإنسان مقتدر، بشرط أن يصاحب ذلكَ حالة مزاجية جيدة، كما أنها فرصة للتزود بشيء من المعرفة عن المنطقة التي أمرّ بها، ركبوا معي وسألتهم هل أنتم أخوة، قالوا لا وإنما وقفنا معاً مصادفة، ومن أين أنتم، أجاب الشاب من إفران، وأنه ذاهبٌ ليدرسَ الثانوية في أزرو، أما الابنتين فهما من أزرو وصديقتين وتدرسانِ معاً في كلية للأعمال المهنية والتقنية في إفران، ولماذا عدتم إلى أزرو؟ قالوا لدينا فراغ طويل بين المحاضرة الأولى والثانية ولذلك نعود لنتغدى ونعود، وستعودانِ بنفس الطريقة توقفوا جميعكم أحدهم ليقلكم؟ قالوا نعم، قلتُ ممزحاً إذاً سآخذ أجر إيصالي لكم، وهو عبارة عن براد آتاي في بيتكم، فأجابوا ضاحكين: مرحبا بيك، وإذا رغبتم بأكمال الرحلة معي مرحباً بكم، فقالوا والله مانكهرش، المهم أنهم آنسوا راحة معي، حيثُ كنتُ منفتحاً معهم وأحاول أن أدخل عليهم السرور، وكانتا الابنتين أكثر تفاعلاً بالحديث من الشاب الذي يبدو أنهم لم يتخلص من نومه بعد، وسألتهم عن الدراسة فقالوا الحمدلله، قلت هاه تغشوا ؟؟ التفت للشاب قلت مستحيل شاب وماتغش ياك؟ قال خصنا نغش ولا ماننجح، والبنات ماذا عنهم؟ قالوا ماشي بزاف، قلت أيه لايكاد يوجد أحد إلا وجرب الغش بالدراسة :) ، وقلت هل لديكم فيس بوك؟ فأجبنا البنات ضروووووووري، قلت أكيد ضروري هو فيه بنت مغربية على وجه الأرض وماعندها فيس بوك، فضحكووو وكأنه أعجبهم التعليق، قلت أكيد تحطوا صوركم وتعليقات وضحك، قالت وحدة منهن لا مانحط الصور باش خويا يضربني لو شاف صورتي، قلت لها ممازحاً أووووه كنت بقولك عطيني الفيس ديالك بس خلاص ماراح أقول، فضحكوا وقالت مابقاش ليا أخ ، قلت أمزح معكم والله يحفظكم ولايخيب جهدكم، أنزلت الشاب في بداية أزرو، ثم بعدها بثلاثة كيلو مترات وقفت وأنزلت البنات في وسط المدينة الصغيرة، وأخرجتُ مائتي درهم، فقلتُ لهما أنتن مثل أختي التي بعمركم، وأعرف مدى احتياجها، واعتبروني أخوكم وأقبلوا مني هذه الهدية البسيطة فمائة لك ومائة لها، رفضنَ وخجلنَ ولكن لامجال للرفض معي، ودعتهم وأكملتُ طريقي إلى عيون أم الربيع..
كنتُ أسير بسرعة 60 كيلو متراً والهضاب الصغيرة عن يمين وعن شمالي، هناك من بعيد تترأى لي مزارع قد قام مولها وأسرته بالاعتناء بها، وقريبٌ من الطريق راع غنم قد وضع عصاه على كتفيه وثنى عليه يديه، الطريق قصير نعم وضيق ولكنه ممتع إذ كيف لايكون ذلك وأنتَ وسط قلوب ستكون عند رهن إشارتك حين تحتاج إليها، سرتُ طويلاً حتى وصلتُ محطة للوقود، ملئت السيارة بالبنزين، وإذا برجال لايبدو عليهم سوى البساطة والهدوء، تختطلكَ مشاعر مختلفة تجاههم، لا تدري ماتقول ولكن تستمر بالصمت وبابتسامة أحاول أن أظهر من خلالها البساطة والقبول، تشعر أنهم في زمنٍ يختلف عن زمننا، لاتبدو عليهم مضاهر الخداع ولا الحضارة ولا أساليب المدن الكبيرة، تشف من تعاملهم ضعف نصيبهم من التعليم، وتشعر أنهم لم يعرفوا سوى انفسهم وجماعتهم في هذا الكون، كانت السيارة واقفة، وذهبت لأخذ قهوة نص نص، عدتُ إليهم وأعطيتهم ثمن الوقود، سألتُهم وعيون أم الربيع أين تكون؟ قال من عند هذه الدورة، شغلت السيارة وذهبت وانعطفت يميناً إلى قلب عيون أم الربيع بطريق أضيق وأكثر وعورة، وبينما أسير في الطريق إذ الجبال الشاقهة التي اكتسبت بحمرة ترابها مع أشجار كثيفة تعلوها، وبينما أنا أسير بين منعرجات أو طرق منحرفة إذ بي أجد طفلاً لم يتجاوز الثامنة من عمره يقف لوحده ومعه حقيبته يريد من يوصله، وقفت إليه وقلبي يكاد يرفر عليه، قلتُ إلى أينَ تريدُ أن أوصلك، أشار بيده إلى الأمام، سألته وأنا لم أصدق نفسي أني في أرض الأمازيغ، هل أنتَ أمازيغي؟ قال نعم؟ وما أسمك؟ قال عبدالصمد، وهو ينظر إليّ باندهاش وعينيه ألف تساؤل، قلت له أنا أسمي عبدالله، فهز راسي وهو محدق بنظره صوبي، كان متعجباً! هل لأني غريبٌ عليه أم أن لهجتي تختلف عنه أم لأني فرحت به، لا أدري! ولكن كان شعوراً جميلاً أن رافقني هذا الطفل مسافة سبع دقائق، قلت له هل تعرف من أين أنا؟ فحركّ رأسه يميناً وشمالاً معبراً عن كلمة لا، قلتُ له أنا من السعودية, هل تعرفها؟ قال نعم، حتى اقتربنا من مجموعة أطفال متمركزين بجانب مبنى بسيط فقال هنا مدرستي أوقفت السيارة ولقيت معي عشرين درهماً أعطيته أياه وقلت إشتر به شيئاً من مدرستك، وسلم أمكَ وأبيك.
واصلت المسير نحو عيون أم الربيع التي ستبعد عني أكثر من ساعة ويتطلب مني الصعود والنزول ومجاراة الجبال حتى أصل لتلك العين، كنتُ حينها أشعر بتحقق الحلم والأحداث تسير وكأنها رسمت لي، وكل ماكنت أتمناه قد وقع وأكثر، واتاحت لي الزيارة أن أتعرف على صنوف من البشر في تلك المنطقة، كانت أهدافي تتحقق وبدقة من فضل الله، وصلت المسير حتى بنهرٍ صغيرٍ يجري على استحياء، وبجانبه خيم صغير قد أعدت من القماش والخشب، وحوله تعمل نساءٍ بكدح، وثمة طاجين يوقد فوق جمرٍ من اللهب، أوقفتُ السيارة قبل النهر الذي يتوجب علي قطعه، وإذ بإمرأة قد وقفت ووضعت يديها على خصريها وتنظر إليّ من بعيد، ناديتها فجاءت وسألتها هل تبيعون طاجين، قالت نعم ولم يتبقى سوى طاجين الدجاج، قلتُ أريد طاجين لحم معزى، فقالت خصني نصوبه ولكن بعد نص ساعة تستطيع أن تأكله، قلتُ لها، لا أعدك أن آتي بعد نص ساعة لأني متوجه للعيون، ولكن أعطيني رقمك إذا لم أجد ما أشتريه هناك سأعود إليك، وأخبركِ بأن تقومي بأعداده، أعطتني رقمها، وغادرت حتى وصلت عيون أم الربيع، ثم أدركت أن هناك الكثير من الأماكن التي استطيع أن أشتري منها الطاجين باللحم الغنمي البلدي.
وصلتُ المكان وأوقفتُ سيارتي وإذ بشابٍ يستقبلني، عرفت بسرعة أنه يريد أن يكسبني ليقوم بإرشادي، نزلتُ من السيارة وقال هل تريد مرشداً!؟ قلتُ لا سأقوم بذلك بنفسي، ولكن دلني أين دورة المياه؟ فقال هناك ومشيت ومشى معي ليريني، وبات يمشي معي، فوقفت وقلت له لا أريد مرشداً، فأجاب واخا ولكن سأريك فقط دورة المياه، مشي معي وارتحت له، قلت ما أسمك، قال محمداً، قلت محمد كم ستأخذ أجر إرشادك لي لو أني أخذتكَ معي، قال لايهم، ماتعطيني إياه سأقبل به!؟ فقلت مبتسماً أكيد؟؟ قال أعطني ماتريد، قلتُ إذاً سأعطيكَ ما أراه مناسباً، مشي معي وبدأنا نتسلق الجبل وننزل حتى وصلنا العين، وإذا بشلال ينجرف بسرعة لم يكن لونه صافياً، وقال محمد أن ذلك بسبب المطر، جلستُ بجانب الشلال قليلاً ومحمد بجانبي وقد حمل قرعتي التي جلبتها لأخذ بها من الماء، وحمل الفوطة وجوالي ليلتقط الصور، كانَ محمد أمزيغياً 100% لهجته كأنها ألحان موسيقى أمزيغية حزينة، ينبع من داخله لحن الناي، أستطيع تمييز لهجتهم بسهولة فقد شاهدت الكثير من الأفلام الوثائقية عنهم، كان محمد تلقائياً في أجوبته وكريماً ومفصلاً بها، كان هبة من الله لي، أسأله سؤالاً فيجيبه ويزيد حتى يثريني، لم أكن أصحبه ليريني تلك الأماكن إنما لأخذ منه طبيعة وثقافة أهل بلده، قلت له سبق وأن شاهدت فيلماً وثائقياً بالجزيرة يتكلم عن هذه المنطقة بالتحديد وأسمه قرى بدون رجال ، أين هي؟ فقال أنه شاهد هذا الفيلم والوثائقي وقد أعد جزء منه هنا والأجزاء الأخرى قريبة منا في مختلف القرى المجاورة، أرتحت كثيراً لمحمد، وأحببته، فكان معطاءً كثيراً وقد اهتم بي بشكل كبير، مشيت وأياه إلى مغارة، وحين دخلناها لم يكن بها سواي وأياه، كانت صغيرة والماء يمر من تحتها بسرعة رهيبة، نحن داخل جبل بل داخل صخرة، كل ماحولينا عبارة عن صخرٍ قد شقه الماء قبل مئات أو آلاف السنين، كانَ شعوراً رهيباً ونادراً، لم يكن يضيئ داخل تلك المغارة أو الكهف سوى ضوء وحيد استمد طاقته من حركة المياه، وقفت وتأملت هذا المكان، منظر الماء كان جميلاً، وكان صافياً، لم أتمالك نفسي حتى خلعت فنيلتي، وقلتُ لمحمد هاك، وكنتُ قد لبستُ (شورت) تحت البنطلون في حال أني أردت السباحة، أعطيت كل ملابسي لمحمد الذي استلمها بكل رحابة صدر، ولم يتبقى علي سوى الشورت، ورحتُ أسبح بذلك الماء النقي، وبالرغم من برودته الشديدة إلا أن سحر السباحة فيه تجعل تنسى ذلك، أنزلت قدماي وكأنهما قد وقعا فوق صفيحٌ من الثلج، ورحت ألقي باقي جسدي على الماء الذي يأتي من داخل الأرض ليمر من تحتي وينزل لأسفل الأرض ليخرجَ نحو اليابسة ويستمر بالجريان ليشرب منه الناس ويسقوا مزارعهم ومراعيهم، بللت كل جسدي بالماء الذي نسيتُ برودته، ورحتُ أشرب منه فلم أرتوي، وكان ذلكَ الماء ألذُّ ماءٍ شربته بحياتي، كان عذباً لدرجة أنني صرت أشرب منه كما لو أني فقدت الماء لأيام طويلة، كانت لذته تنسيكَ أنكَ شربتَ بما فيه الكفاية، ناولني محمد قرعتي، وملئتها، وسلمته أياها، حتى خرجنا من نفس الفوهة التي دخلنا منها، وأعطاني محمد فطوتي وملابسي، ونشفتُ ماتبقى من ماء على شعري وجسدي، كان شعوراً أستثنائياً أن تدخل في عمق الصخرة ويستقبلك الماء الجاري الصافي ببرودته، ثم تسبح به وتنسى نفسك بل تكاد تفقد صوابك، بعد أن يخرج الماء من الصخرة يصبُ في مجرى يسير بكثافة بالإضافة إلى ماء الشلال المندفع والقادم من الجهة الأخرى حتى يشكل تياراً مائياً كبيراً، يستغله الناس لإشعال الكهرباء، أو الضوء كما يقول المغاربة، على يمين ويسار هذا التيار المائي عبارة عن خيم صغيرة أو عشش مصنوعة من الخشب والفرش، تملكها أكثر من عائلة، وقفنا عند إمرأتين، وسألناهما عن طاجين اللحم، فقالت إحداهن يوجد كبير بثمانين درهماً، فطلبته وطلبتُ آتاي معه، واسلتقيت بجانب الماء الجاري والذي يسير إلى جهة لا أعلمها، والأكيد أنه يعطي من خيره إلى كل من يقابله من الناس والسكان، وراح محمد يأخذ لي أكثر من صورة، حتى جاء الطاجين فأكلت ومحمد منه حتى شبعنا بفضل الله، وشربنا الآتاي، وجلستُ مايقارب الساعة، حتى قلت لمحمد هيا بنا، مشيت وكنتُ أحدث محمد خلال المسافة التي سنقطعها على رجلينا بين الخيم البسيطة والسيارة، وهل أنتَ متزوج يامحمد قال نعم منذ أربع سنوات؟ هل لديك أطفال، قال لا، قلت الله يرزقك من واسع فضله ويجب لك الذرية الصالحة، وعليكَ بزوجتك وأكرمها ولا تكون سبباً في تعاستها يوماً ما، قال هي عيوني ولا يمكن أن أزعلها، ولما اقتربنا، قلت يامحمد ماحقك من هذه الخدمة لمدة ثلاثة ساعات؟ قال أعطني أي شيء وسأقبل به، فقلت هل أنتَ جاد؟ قال أقسم بالله أني جاد، أنا لا أقلق من رزقي فالذي كتبه الله لي سأخذه والذي لم يكتبه لن آخذه، ولو أعطيتني درهماً واحداً سأرضى به، كان يتكلم بلغة الواثق وأصرّ على ألا يقول الثمن، وبين مدى رضاه بقدر ورزق ربه، ولم يكن جشعاً ولا طامعاً بي، وأدخلت يدي في جيبي فتفاجئت أني لم أجد إلا سوى 95 درهماً فأعدتُ حساباتي وتذكرت أني انفقت المبلغ الذي كان بحوزتي في الطريق بعد أن ودعت إفران وخصوصاً أن الوقود أخذ مني مايقارب ال 400 درهم، قلت له يامحمد، والله لو أعطيتكَ ألف درهم فهذا أقل شيء تستحقه، فقد أعطيتني من وقتك واهتمامك ومعلوماتك الشيء الكثير وخدمتني بكل عطاء وإخلاص، لم يتبقى في جيبي إلا 95 درهماً فخذ منها ماتراه حقك، قال لا، لن آخذ وأعطني أنتَ مايرضيك، قلت له والخجل يملئني إذاً سأعطيكَ 50 درهماً، وماتبقى لن أبخل به عليك وربي، ولكن لم يتبقى سوى 45 وأخشى أن أحتاجهم في طريقي قبل أن أصل خنيفرة، قال لو أردت سوف أذهب وأصرف الخمسين وأرجع لك بعضاً منها، قلت له لايارجل فأنا خجلت منك لأن حقك أكثر من ذلك، ليس لأنك اعطيتني الكثير من الاهتمام والوقت ولكن لأنكَ كشفتَ لي عن عدم طمعك ورضاك برزقك، فمثلك مهما أعطيته فأني لا أفي له حقه، مشى معي حتى أوصلني لسيارتي ولم يغادر حتى غادرت، كنتُ قد أخذت رقمه كي اتواصل معه فيما لو أردت العودة مرة أخرى لزيارة عيون أم الربيع مسقبلاً.
قبل أن أغادر محمد، كان قد قال لي وأنتَ بالطريق إلى خنيفرة، ستجد بعد أن تمشي عشر كيلو مترات إشارة تقول لك عن اليمين طريق خنيفرة وعن اليسار اكلمام ازكرا ، وهي بحيرة فقط تبعد كيلوين عن تلك اللوحة، فقط أذهب إليها وألق نظرة، لعلها تعجبك...

بالفعل اتجهت إليها، وأنا بطريقي إذ بصبية وبنات يفوق عددهم الخمسة وتقل أعمارهم عن ثمان سنوات كانوا على قارعة الطريق قد لبسوا ملابسَ حمراء، يبدو أنها منتشرة في تلك المنطقة، فوقفت لهم بالطريق الترابي، وفتحت شباك سيارتي ورحت أتحدث معهم، وكانوا يتسابقون على الحديث معي وكل واحد منهم يفتح موضوعاً يعن بذهنه، وكانوا متحمسين بشقاوة الأطفال، حتى قالت أحدى البنات أعطني هذا الكوب، قلت هدا خايب، قالت غير نلعب بيه، فأعطيتها أيها، وقالت الأخرى أعطني القرعة قلت فيها ماء، قالت ماشي مشكل غير نشرب، فأعطيتها وشربت منها، كانت تجربة سريعة وجميلة أن تتحدث مع أطفال تلك القرية ببرائتهم وبساطتهم.
وأنت تتنقل بين جبال الأطلس المتوسط، وبين الطرق المنعرجة والضيق ستجد بعض الأطفال على قارعة الطريق وقد مسكوا شيئاً من الزعتر (الذي يضيفه البعض للشاي) ليبيعوه على المارة بسيارتهم، يمدون أيديهم لك بحماسة لعلك تتوقف فتشتري منهم، ذهبت متوجهاً إلى اكلمام أزكرا، وإذا بها بحيرة طولها مايقارب الخمس مائة متر وعرضها ثلاث مائة متر تقريباً، ومن حولها أناس قد نصبوا خيامهم ومعهم أغنامهم، ويبيعون الآتاي للمارة، وهناك عدد قليل من الناس من جاء يزورها ويمشي حوليها، وإذا بشابين يمشيان ومعهما عائلتهما واحدهم معاه العود، فتوقفت وقلت له اطربنا يا أخ العرب، فضحكوا وضكت ومشيت، البحيرة تكونت من ماء المطر بالغالب، وتضل كذلك مدة طويلة، ويحيط بها الجبال، وفي هذه الجبال ينصب بعض الرحال والشباب خيمهم ليقضوا أياماً فيها.
لم أكمل أكثر من نصف ساعة حول تلك البحيرة، حيث ذهبت لأراها ولأن هناك طريق يجب أن أمشي به قبل أن يداهمني الظلام، وحين ودعتها إذ بأمامي أربعة شباب ضخام البنية يمشون في وسط الطريق ومعهم حقائب كبيرة قد حملوها على ظهورهم كما يفعل الباك بكرز في رحلاتهم، وما أن اقتربت منهم حتى أوقفوني، وبمغامرة غير محسوبة وقفت لهم، وقلت لهم أين تريدون أن تذهبوا!؟ قالوا معكَ أين ماحللت أوقفنا، فأوجستُ خيفة منهم وأدركتُ أني اتخذتُ قراراً غيرَ مدروساً، ولكن فات الأوان، أردوا أن يركبوا شنطهم الكبيرة، في الشنطة بالخلف، فقلت لهم أن الكفر عامر ( أي شنطة السيارة) قالوا ماذا نعمل بشنطنا قلت أدخلوها معكم ، وبالفعل أدخلوها حتى بتُ لا أراهم خلفي، ثم أصبحنا نتحدث، وبدأ القلق منهم يندثر، ومن أين أنتم ياشباب!؟ قالوا نحن من فاس، أتينا منها إلى هذه المنطقة؟ وكيف ذلك؟ قالوا خرجنا من فاس على أرجلنا ونوقف السيارات ليوصلونا إلى الأمام، فقد قررنا أن نتوقف ليلة في مكان قريب من إفران ثم نواصل المسير إلى أكلمام أزكرا، فنوقف أي سيارة حتى عربة حفر الأزفلت أوقفناها وركبنا معها، ورحتُ أحدثهم عن رحلتي وتبين لي طيبهم وأخلاقهم، وكانوا كثيراً ممتنين لي أن وقفتَ لهم، ونحن نسير ونتحدث قالوا إن مطربنا هو الشرقي، قلت أطربنا أيها الشرقيّ (الشرقي لقب لأحدهم يدعى محمد) ولما بدأ يغني كان صوته عذباً ونقياً، ومبدعاً، وكنتُ لا أراه بسبب الشنط الكبيرة، ولم أسمع إلا صوته، بينما عماد كان عن يميني، وبجانب الشرقي عبدالحق وأنس، واستمتعت بمرافقتهم لي ومعرفتهم، حتى وصلت خنيفرة، فأوقفت السيارة فكان علي أن اتجه صوب الجنوب باتجاه بني ملّال، بينما هم سيتجهون باتجاه الشمال صوب فاس لينتظروا من يقلهم بسيارته، أخذنا الصور معاً وتبادلنا الأرقام، وأصروا علي إذا تبقى من رحلتي وقتاً أن أعود إليهم بفاس، وكانوا يتابعون رحلتي ويسألوني عن أخباري بعد ذلك بأيام، حتى عدتُ إليهم بالفعل.

Neat Man 02-08-2017 10:53 AM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
صور رحلة عيون أم الربيع

====

http://store6.up-00.com/2017-08/150165742208531.jpg
قبل الوصول إلى منبع نهر عيون أم الربيع، وهذا امتداد له يبعد عنه مايقارب العشرة كيلو مترات
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165742221392.jpg
ولازلت في الطريق إلى أم الربيع
=
http://store6.up-00.com/2017-08/15016574223793.jpg
بدأت تترأى أمامي
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165742248894.jpg
واقتربنا أكثر
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165742261445.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165742274476.jpg
تبريد البرتقال والعصائر والمشروبات من خلال جريان الماء البارد، وهذا منتشر في كثير من الأماكن في المغرب التي يوجد فيها عيون وشلالات، حيث يعتمد الناس على تبريد المرطبات والفواكه من خلال جريان الماء تحتها
=

http://store6.up-00.com/2017-08/150165746200891.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165746213572.jpg
أمام الشلال
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165746230443.jpg
مدخل المغارة، والدخول بخمسة دراهم، تأخذها المرأة التي تعتني بها
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165746243224.jpg
من أمام المغارة، قبل الدخول لعمقها
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165746252175.jpg
هكذا يتطلب منا النزول عبر هذا السلم الخشبي الذي صنع من خشب المنطقة
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165746269516.jpg
من داخل المغارة، ويبدو الماء في الأسفل يجري من جهة ليخرج من الجهة الأخرى
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165752103481.jpg
وكان لابد من السباحة، بالرغم من برودة الماء الشديدة، إلا أن الماء وصفاؤه ولذته لاتقاوم، وكانت دقائق ممتعة للغاية.
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165752116492.jpg
الجلسات التي على ضفاف النهر المتدفق من الشلال
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165752131773.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165752147564.jpg
إمرأتين بعد أن انتهيتا من إعداد الطاجين
=
http://store6.up-00.com/2017-08/15016575215875.jpg
طفل لأحد المرأتين، يعبى البراد من الماء المتدفق من المغارة ليصنعوا منه الآتاي
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165752167486.jpg
وكان من نصيبنا هذا الطاجين باللحم
=
http://store4.up-00.com/2017-08/150165759249151.jpg
استرخاء وصوت الشلال وتدفق الماء يعززان ذلك الاسترخاء
=
http://store4.up-00.com/2017-08/150165759260522.jpg
=
http://store4.up-00.com/2017-08/15016575927593.jpg
=
http://store4.up-00.com/2017-08/150165759293994.jpg
وجاء الطاجين والخبيزة :)
=
http://store4.up-00.com/2017-08/150165759303015.jpg
=
http://store4.up-00.com/2017-08/15016575931956.jpg
مرحبا بيكم
=

http://www2.0zz0.com/2017/08/04/23/487971582.jpg

صورة مع محمد
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165766232432.jpg
وداعاً ياشلال عيون أم الربيع ونهره المتدفق
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165766248543.jpg
الأطفال يوقفوني بحماسة
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165766262664.jpg
وقفت وأخذوا يسألوني ويتحدثون معي
=
http://store6.up-00.com/2017-08/15016576627345.jpg
ودعت أم الربيع وودعتني أرضها الطيبة بربيعها وعطائها
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165766282386.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165772141661.jpg

=


http://store6.up-00.com/2017-08/150165772153972.jpg
أكلمام ازكرا

=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165772181374.jpg
=
http://store6.up-00.com/2017-08/150165772170623.jpg
بحيرة أكلمام أزكرا
=


http://www2.0zz0.com/2017/08/04/23/624627492.jpg

http://www2.0zz0.com/2017/08/04/23/446170620.jpg

الشباب الفاسيين الذين أقليتهم من أكلمام أزكرا إلى خنيفرة ويظهر من اليمين أنس عبدالحق محمد (الشرقي) عماد


http://www4.0zz0.com/2017/08/04/23/804621359.jpg

صورة جماعية معهم في خنيفرة
=
http://store4.up-00.com/2017-08/150165777632512.jpg
شارع رئيسي في خنيفرة
=
http://store4.up-00.com/2017-08/150165777665014.jpg
وهنا ودعتهم وودعت خنيفرة متجهاً لبني ملال

حيث ستكون الوجهىة القادمة بني ملال عين اسردون+ بين الويدان + شلالات أوزود

نهيلات 02-08-2017 05:20 PM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
صور رائعة تدل حقا أنها رحلة الأحلام
لكن أخي Neat Man عليك إخفاء هوية الأطفال ولو بوضع خط على أعينهم لأني أظن أنك لم تستشر ذويهم في نشر صورهم

Neat Man 02-08-2017 06:14 PM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهيلات (المشاركة 3514661)
صور رائعة تدل حقا أنها رحلة الأحلام
لكن أخي Neat Man عليك إخفاء هوية الأطفال ولو بوضع خط على أعينهم لأني أظن أنك لم تستشر ذويهم في نشر صورهم

شكراً على ملاحظتك، والهدف هو نقل جزء من طبيعة هذا البلد ومكوناته، ومنه الأطفال، وكثير من الرحالة والمهتمين والذين يزورون بلدان مختلفة من العالم يلتقطون صور منوعة من طبيعة ذلك البلد ومنها الأطفال والبشر، المهم أنها لم تستخدم في موضوع سلبي أو مكان غير لائق.

mimomea 04-08-2017 11:38 PM

رد: رحلة الأحلام في المغرب
 
كلمة شكر قليلة بحقك أخي الكريم نيت مان

بالفعل كأننا كنا معك جولة في ربوع المغرب واستمتعنا بجمال طبيعتها وكرم وطيبة أهلها
وبساطة الحياة اللي كتير مننا بحاجة لهيدا النوع من الحياة

الله يحمي المغرب وشعبها

بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء على جهودك
يعطيك الف عافية


الساعة الآن 01:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc. Trans by
جميع الحقوق محفوظة لموقع و منتدى عالم الأسرة و المجتمع 2010©