الحزن والألم يعتصرنى عصرا ... ساعدونى
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا مش عارفه انا بأكتب ليه بس انا عايزه اتكلم وخلاص . أنا حزينه جدا جدا ومكتئبة بشكل رهيب. انا حتى مش عارفه اعبر عن اللى جوايا . من أصعب الأحداث التى تمر على اى منا هو الموت . نعم انه بحق مفرق الجماعات وهادم اللذات مش بس للى ماتوا لأ ده اكثر للى لسه عايشين وموجودين.
كانت أغلى وأحلى حاجه فى حياتى . كانت أهم واحده فى دنيتى . كانت بنتى وصاحبتى وأختى قبل ما تكون أمى . كانت محور اهتمامى وأنا قريبه وأنا بعيده . كنت طول الوقت بأفكر فيها ومعاها سواء معاها بجد بجسمى او معاها بفكرى وقلبى.
اتجوزت من 13 سنه ومن يومها وانا فى غربه بأنزل مصر شهر ولا اتنين فى السنه بأقعدهم كلهم معاها . مقابلتها لى وانا راجعه من السفر ولهفتها على وعلى ابنى ... وداعها لى وانا مسافره وحزنها ودموعها ... جيت بقى لحظي الكويس قعدت آخر سنه معاها ما سافرناش رجعنا نهائى وقعدنا عشر شهور معاها شقتى فوق منها . طيب هتقولولى يا بختك ايه بقى اللى مزعلك؟ اللى مزعلنى انى ما كنتش بأقدر اقعد معاها على راحتى لازم الأول أخلص واجبات بيتى كلها من طبخ وتنظيف ومذاكره وطلبات ما بتخلصش ثم يسمح لى بدقائق معدودة فقط فى اليوم حوالى نص ساعه بعد الفطار الصبح وزيها بالليل وعلى كده والا ابقى مقصره فى بيتى وهامله جوزى وقاعده مع امى ليل نهار وخصوصا ان جوزى قعد العشر شهور فى البيت ما بيشتغلش وما بيخرجش فى اى حته ولو خرج ولا سافر عند اهله لازم ياخدنى معاه . كان بيبقى نفسى يروح فى اى حته ويسبنى اقعد معاها على راحتى لكن هيهات . ولما يحصل بقى ويسبنى الاقى ابويا قاعد لنا ويقعد يتدخل فى كل كبيره وصغيره ويزعل لو اخدتها على جنب وقلت لها حاجه ويقعد يزعق لها ويقول لها بنتك دى بتنمردك على مع انى والله العظيم ما بأكونش بأتكلم عنه ده ابويا وهى كانت بتحب تفضفض معايا وتشتكى لى منه ومن عمايله الهباب معاها وانا بأصبرها لدرجة انه ماكانش يرضى ينزل يروح اى مشوار لحد ما انا اطلع بيتى يقوم هو نازل علشان ما يسيبناش نتهنى ببعض!!
كنت مع امى وفى نفس المكان ومحرومه منها وهى محرومة منى.دى مره طلعت عندى قام نزلها واخده السلم كله جرى وهى كانت عامله عمليه فى القلب بقى لها سنه وخضها جدا من صوته العالى كل ده علشان جه يدور على شبشب الحمام بتاعه مالقاهوش فى مكانه فنادى عليها تجيبه له وهى كانت عندى فوق وحلف عليها ماعادت تطلع لى وجوزى كان قاعد فى البيت وسمع كل ده فبقى هو كمان يعند وما يرضاش ينزلنى لها بالساهل!!
هى كانت بترتاح لى قوى وانا كنت بأحب اخدمها وخصوصا بعد عملية القلب المفتوح اللى عملتها من سنتين ونصف كنت المرافقه لها فى المستشفى وكانت بتدعى لى كثير قوى وارتبطت بى قوى ومن وقتها وانا اعتبرتها بنتى واهتميت بيها زى بنتى لأنى ما خلفتش غير ابنى عنده 12 سنه وبس وكان نفسى فى بنت قوى فهى قالت لى اعتبرينى بنتك وفعلا عوضتنى عن الاحساس ده . كنت بأخاف عليها وأشيل همها وأهتم بيها على قد ما أقدر .
اللى مزعلنى قوى ان فى تعبها الأخير ما كنتش حاسه ان ده تعب الموت ابدا كان تعب ابسط كثير من اللى مرينا بيه قبل كده لكن هى كانت حاسه وبشده انها هتموت . هى زعلت زعل جامد وماقدرتش تقول لحد عن الزعل ده الا لى ولبابا وحاولت اخفف عنها على قد ما قدرت لكن الزعل كان اقوى منها ومنى فما استحملتش .
بدأ تعبها بأنها دايخة ومش مضبوطه وبس. كشفنا عليها عند الدكتوره اللى كانت بتابع حالتها من بعد العمليه وأكدت لنا ان قلبها تمام ومافيهوش اى حاجه ولما رجعنا من عند الدكتورة نامت وفضلت نايمه كنت بأأكلها وترجع تنام وكنت بأسألها مالك ياماما تقول لى انا متلخبطه كده ومش عارفه انا مالى . قلت لها يمكن من الدوا الجديد اللى الدكتوره كتبته لكى قالت لى يمكن. طبعا كنت مشغوله فى البيت فوق وتحت وفى مذاكرة ابنى لأنه مش بياخد دروس وانا اللى بأذاكر له ده غير تعبها ومواعيد ادويتها وغير الهم الكبير ان ربنا بقى رزق جوزى بعقد فى الوقت ده وكنا منتظرينه وعاملين التحاليل وجوازات السفر وكل حاجه جاهزه على التأشيره فاتصل بى من القاهره وقال لى ان التأشيرة وصلت !!! يعنى ياربى مستنيين بقى لنا سنه وجايه توصل فى الظروف دى . وطبعا ما أقدرش اسيب أمى وفى نفس الوقت ابنى ذاكر منهج السعوديه لأننا عاملين حسابنا اننا مسافرين واهملت له منهج مصر لأنى ما قدرتش فى الظروف دى أذاكر له المنهجين فكان لازم يسافر ويقدم فى مدارس السعوديه . تانى يوم زاد التعب على امى واصيبت بغيبوبه وهى قاعده على سريرها بتتعشى ايوه والله كنت عامله لها ساندويتش وبتاكل فيه وفجأه بصت لى وقالت لى انا شيفاكى اتنين انا ملخبطه خالص وقامت نايمه وانادى عليها ماتردشّ!!! نادينا الأطباء وقالوا لازم تتنقل مستشفى وجاؤوا اخواتى من القاهره ( هما الاثنين عايشين فى القاهره) وأخذونا على مستشفى فى اسكندريه وهناك عملوا لها تحاليل واشعات وفحوصات وما اعرفش ايه وشخصوا الحاله غلط . ما كنتش مقتنعه بتشخيصهم وكل ما اكلم حد يقول لى انتى هتفهمى احسن من الدكاتره . جوزى دكتور وكان معانا ومتابع حالتها وقال لى ان التشخيص غلط ونصحنى اوديها مستشفى تانيه لكن اخواتى ما اقتنعوش بكلامنا واقتنعوا بكلام الدكاتره اللى فى المستشفى وطلبوا منى عدم تدخل جوزى وانه بيضايق الدكاتره اللى فى المستشفى لما بينتقدهم وبيقول لهم ان التشخيص غلط.وهى يا حبيبتى كانت مصره انها تاخد رأى جوزى لأنه الدكتور الوحيد اللى عندنا وهى بتثق فيه . المهم انا طبعا كنت متقطعه ومش عارفه اعمل ايه الاقيها من تعب امى وقلقى الرهيب عليها ولا من مدرسة ابنى اللى انقطع عنها لأننا نقلنا عيشتنا كلها جنب ماما فى المستشفى اللى كانت تبعد عن بلدنا ساعتين بالعربيه ولا من اخواتى اللى مصرين على المستشفى الزباله دى ومش راضيين يسمعوا كلامنا وينقلوها منها ولا من جوزى اللى قاعد يضغط على اعصابى ويقول لى ان امك هتموت لو فضلت فيها وانه فاهم وعارف هو بيقول ايه وكلمت بابا واخواتى لكنهم كانوا مقتنعين تماما ان جوزى ما بيفهمش حاجه وان الدكاتره اللى فى المستشفى مطمنينهم وعارفين كل حاجه ودخلنا فى دوامة التحاليل والأدويه واللخبطه وقرروا ان ماما عندها التهاب فى القلب ولازم تعمل عمليه تانى وكانت بالنسبه لى صدمة وكارثه من كل ناحيه ده المره اللى فاتت قعدت معاها ثلاث شهور بعد العمليه على ما شدت حيلها وقامت والمره دى لازم اسافر والا هأضيع مدرسة ابنى واخواتى مراتتهم مش كويسين وبيتضايقوا ومش هيساعدوا وبيقولوا بناتها اولى بخدمتها واختى الوحيده عايشه فى بلد اجنبى وجوزها متسلط وعنيد ومش ممكن يخليها تنزل لماما وعمل كده المره اللى فاتت وبقيت هأموت من التفكير فى كل حاجه وخايفه جدا . وكمان كان فى تفكيرى ان ماما تعبانه جدا وصحتها ماعادتش زى الأول وممكن جدا ما تنجوش من العمليه واجتمع الدكاتره مع بابا وجوزى وقالوا لهم ان العمليه خطره جدا وحرجه جدا وان نسبة نجاحها ضعيفه ومخاطرها كبيره جدا ولكن لو ما عملتهاش هتموت ومش ممكن تعيش من غيرها ابدا . وبابا اخد القرار على طول قال له يعنى يا دكتور لو ماعملتش العمليه هتموت ولو عملتها هيكون فيه امل ضعيف ؟ الدكتور قال له ايوه قام قايل له يبقى نمشى ورا الأمل !!
انا كنت زى المضروبه على دماغى مش عارف افكر خالص واعتمدت على جوزى انه يقول لى ايه الصح وهو قال لى ناخدها فى اى مكان تانى يشخصوها لأنى شاكك فى تشخيصهم لكنهم فى المستشفى قعدوا يخوفوا اخواتى ويقولوا لهم لو امكم اتنقلت خطوة بره المستشفى هيكون فيه خطر على حياتها وركبوا لها جهاز تنفس صناعى وكانت فى العنايه المركزه وممنوع الزياره الا فى المواعيد وكانت هى يا حبيبتى عايزانى جنبها على طول لكن هما فى المستشفى منعونى الا فى موعد الزياره . ونزلت اختى يوم العمليه الصبح قعدت يوم واحد بس وجوزها اتصل عليها وامى جوا العمليات وقال لها لو ما قطعتيش تذكره ورجعتى بكره الصبح يبقى تخليكى عند امك على طول . ففعلا سافرت قبل ما ماما تفوق من البنج حتى . وقعدت انا واخواتى وبابا 17 يوم بعد العمليه وماما حالتها كل يوم اسوأ من اللى قبله والدكاتره محتاسين ومش عارفين هى ايه اللى جرى لها قالوا لنا ان العمليه نجحت وتانى يوم منعوا زيارتها ودخلت لها ثالث يوم وكانت متنبهه بس على جهاز التنفس الصناعى وتعبانه جدا وكنت بس بأدخل لها بعد محايلات طبعا واقعد عندها عشر دقائق او ربع ساعه بالكثير وأطلع وممنوع المس اى حاجه غير صوابع ايديها وممنوع احركها وممنوع وممنوع وممنوع ...... وهى يا حبيبتى كان نفسها ابقى جنبها وبترتاح وتنام اول لما المس ايديها وطبعا جوزى كان مستاء جدا من المستشفى ومن بابا واخواتى اللى ماسمعوش كلامه وحطوها فى الزباله دى . وكل يوم ارجع من عندها مقهوره على شكلها وعلى انى مش عارفه اعمل لها اى حاجه بس بأتفرج عليها وهى بتتعذب وارجع على الشقه اللى مأجرينها جنب المستشفى علشان اخدم فى بابا واخواتى وجوزى وابنى وافض الاشتباكات اللى بينهم ماهم طول الوقت مختلفين فى الرأى وكلامهم مع بعض زى الزفت . زهقت وتعبت واتقهرت وما بقيتش عارفه اعمل اى حاجه . وجات تأشيرتنا فى الوقت ده واتصل على زوجى من القاهره قال لى ان التأشيرة وصلت ولازم يسافر وخيرنى انى استنى مع امى بس اشيل مسؤولية ابنى كامله او انى اسافر معاه . وما بقيتش عارفه اخد قرار . طيب امى فى العنايه المركزة وممنوع ادخل اقعد معاها اكثر من نصف ساعه او ساعه متفرقه طول اليوم وابنى بيضيع فى دراسته ولازم يقدم فى السعودية لأن الترم التانى بدأ من شهر خلاص او يروح بقى البلد عندنا ويلتزم فى مدرسته علما بأن امتحانات منتصف التيرم التانى خلصت وهو ما امتحنش ولا حضر كانت فى ايام العمليه . طيب اعمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟ ومراتات اخواتى الاثنين فى القاهره وساحبين نفسهم من الموضوع تماما واختى سافرت قبل ما تتطلق من البيه جوزها وبابا مش عارف يتصرف . طيب انتوا لو مكانى تعملوا ايه ؟ قعدت مع اخواتى وبابا وشاورتهم وكان رأى بابا انى اسافر مع جوزى واقدم لأبنى فى المدارس علشان ما تفتهوش ولما ماما تطلع من العنايه هيبعتوا لى آجى أقعد معاها لحد ما تقوم بالسلامه وجوزى قال لى ان الموضوع هياخد وقت طويل وان ماما ممكن تقعد فى العنايه كمان شهر على الأقل وهتحتاج بعدها علاج طبيعى علشان تعرف تمشى وكدا هيكون التيرم خلص واكون نزلت فاقتنعت انى اسافر مع جوزى ولو ربنا اراد لأمى الشفا هأنزل لها وارافقها بعد ما تطلع من العنايه لأن قعدتى زى قلتها وانا مش بأفيدها فى اى حاجه . وسافرت وبعد ثلاث ايام بالضبط اتصل على اخويا الصبح قال لى البقاء لله ماما ماتت....................
بس................................................ .
طيب اعمل ايه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ حسيت بالذنب الفظيع وبالندم وبالألم وبالحزن وبكل حاجه وحشه فى الدنيا ولازلت حاسه بكل حاجه وحشه من يومها وانا مش عارفه انام ولا آكل ولا اعيش . زعلانه من نفسى ومن جوزى ومن اخواتى ومن بابا ومن اختى ومن جوزها ومن مراتات اخواتى ومن الدنيا بحالها . وكمان خايفه ومش عارفه ازاى ممكن انزل مصر تانى وما الاقيهاش مستنيانى ؟ ازاى هأدخل شقتى اللى فوقها ازاى هأنزل البيت عندها وأنادى عليها ماتردش ازاى هأستحمل انزل مصر . ياترى هأستحمل اروح ازورها فى قبرها . أنا مش قادره اصدق ولا قادره افكر ولا قادره استحمل الحزن والألم اللى بيعصرنى كل لحظه . أنا تعبانه وندمانه وغضبانه وجوايا نار ما بتنطفيش. انا طول الوقت بس بأسرح وأفكر ومش قادره اسامح نفسى ولا اللى حولى ومش قادره اعيش انا غصب عنى بلاقينى طول الوقت بأدعى ربنا ياخدنى . أنا بأصلى وأقرأ قرآن وصمت لها بضع ايام من اللى عليها ولسه هأكمل ودايما بأدعى لها ليل نهار بس فى نفس الوقت مش قادره اصبر ولا اسامح نفسى ولا غيرى . دلونى اعيش ازاى . اصبر ازاى . اعمل ايه .......... آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه جوايا نار. لأ وقال ايه ابويا دلوقتى بيدور على عروسه وهيتجوز علشان هو لوحده ومافيش حد يخدمه مع ان اخواتى الصبيان مش سايبينه بس هو مش مرتاح مع مراتاتهم . يعنى كمان هأنزل مصر الاقى واحده مكانها وفى بيتها. ربنا يصبرنى ..... ( اللهم ان كانت الحياة خير لى فأحينى وان كان الممات خيرا لى فأمتنى).
09-05-2012, 09:38 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
